العراق يكثف تدابيره ضد «كورونا»

العراق 2020/02/22
...


بغداد / الصباح / مهند عبد الوهاب  
 
(الفايروس يصيب الحنجرة أولا ويسبب جفافا مصحوباً بألم، كما يختلط بالسائل المخاطي ويتسرب الى الرئتين مسببا الالتهاب الرئوي، ثم تأتي السخونة العالية وصعوبة التنفس، عندها يكون الاحتقان في الانف غير عادي لذا يجب مراجعة الطبيب على الفور)
 

ضمنَ الاستعداداتِ المستمرةِ لاتخاذِ التدابير اللازمة ضد فايروس «كورونا»، كثفت اللجنة الوزارية  المشكلة لهذا الغرض اجراءاتها لمنع تسرب المرض الى العراق، خصوصا بعد قرارات غلق الحدود وايقاف الرحلات الجوية والبرية مع ايران.
 
وتعمل فرق وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات الساندة الاخرى، بالخط الأول لمواجهة المرض، عبر اجراء عمليات الفحص الكاملة والتشخيص للعائدين الى البلاد في المطارات والمنافذ البرية والبحرية، مع توفير اجهزة التشخيص المناسبة والعدد المختبرية وتخصيص اماكن لعزل الحالات المشتبه بها.
مع ذلك، دعت نقابة الاطباء الى اتباع تعليمات منظمة الصحة العالمية للوقاية من المرض، بينما اكدت صحة بغداد ونقابة الصيادلة انه لا حصانة للفايروس مع الحرارة، مشيرة الى ان المخاطر ستنتهي مع ارتفاع درجات الحرارة الى 27 بالمئة.
 
عمليات الحجر الطبي 
وذكر عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية عبد عون العبادي ان “وزارة الصحة والحكومات المحلية  اتخذت مجموعة من الاجراءات الاحترازية السريعة للحد من دخول وانتشار الفايروس عبر الحدود مع  الجمهورية الاسلامية وخاصة بعد حدوث اصابات فيها”.
وأوضح لـ”الصباح”، ان “العراقيين المتواجدين في ايران عند عودتهم سيخضعون الى الفحص والحجز الصحي وهناك اسرة عراقية الان في البصرة تخضع الى الحجر بعد عودتها من الصين عن طريق ايران”.
واشار الى ان “الاسرة لم تصب باي فايروس ولكن من باب الاحتياط هناك إجراءات وقائية وحجر صحي لمنع انتشار الفايروس في العراق”.
من جانبه، ذكر عضو اللجنة جواد الموسوي ان “الاعلام ضخم حجم مرض كورونا”، مشيرا  الى انه” ووفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية فان معدلات الموت بسبب كورونا لم تتجاوز الـ 2% “، مبينا ان  “معدل الوفاة شهريا بسبب الفايروس لا يتعدى الـ100 شخص، بينما معدل الاخطاء الطبية وصل الى 20 الف مواطن وحوادث الطرق وصلت الى 80 الفا”.
واوضح العبادي ان “اللجنة الوزارية  التي شكلت لهذا الغرض خصصت 5 ملايين دولار لحساب وزارة الصحة لشراء الأدوية المطلوبة والاستعدادات الاخرى”، موضحا ان “لجنة الصحة النيابية عقدت اجتماعا قبل اسبوعين وقدمت توصياتها للحكومة وعلى رئاسة الوزراء ووزارتي المالية والصحة ان تتخذ اجراءات سريعة.
وكان وزير الخارجية محمد علي الحكيم، قد قال في تغريدة على موقعه في “تويتر” امس الاول: إن “اللجنة الوزارية اجتمعت مع السفير الإيراني في العراق إيريج مسجدي للتنسيق في عقد اجتماع مشترك بين اللجنتين العراقية والإيرانية لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة”.
وأضاف أن “اللجنة الوزارية المكونة من خبراء الصحة والداخلية والخارجية والنقل والمكلفة بمواجهة فيروس كورونا، اجتمعت أيضاً لوضع الخطط اللازمة لمنع تسربه إلى البلاد”.
 
مواجهة الفايروس 
من جانبه، افاد مدير قسم الصحة العامة في دائرة صحة بغداد الكرخ، نازك الفتلاوي، في تصريح صحفي بان “استعدادات وزارة الصحة جيدة ولا توجد اي حالة مشتبه بها او مسجلة لدينا حتى الان، ووزارة الصحة تعمل الان في الخط الأول عند المنافذ الحدودية لمنع دخول الفيروس”.
واضاف “شكلنا في مطار بغداد الدولي 15 فريقا، والآن نعمل في فريق واحد فقط، أما البقية فهي بالانتظار وبالاستعداد لأي طارئ”، موضحا ان “هناك تعاونا كبيرا بين وزارة الصحة والمنافذ الحدودية وسلطة الطيران والاجراءات الاحترازية جيدة جدا”.
ونبه الفتلاوي الى أن “صفات الفلاونزا العادية هي نفسها أعراض فايروس كورونا”، مبينا ان “الصين سجلت انخفاضا كبيرا في معدلات الاصابة بالفايروس”.
وختم بالقول “الفايروس لا يعيش في الأجواء الحارة والعراق مقبل على ارتفاع في درجات الحرارة
الى البصرة، حيث افاد مصدر في صحة المحافظة بإن الدائرة “أعطت أمراً بغلق مستشفى الشفاء وسط المحافظة، وتخصيصه للمصابين بكورونا فقط، تحسباً لاكتشاف مصابين بالوباء في المحافظة”.
اما في اربيل، فقد نفت مديرية الصحة في قضاء سوران التابع للمحافظة تسجيل اية حالة اشتباه بفايروس كورونا الجديد.  
وذكر إعلام مستشفى آشتي في قضاء سوران في بيان تلقته “الصباح”، ان “عددا من المواطنين العائدين من الجمهورية الاسلامية الايرانية يخضعون للفحوصات الطبية، وتم تخصيص فندقين في قضاء سوران لهذا العرض”.
وأضاف، أن “فرقا طبية مختصة تقوم بفحص العائدين من ايران عبر منفذ حاج عمران الحدودي، وتقوم باجراء جميع الفحوصات اللازمة لهؤلاء المواطنين داخل الفندقين”.
وشدد “على عدم تسجيل اية حالة اشتباه بفايروس كورونا الجديد حتى الآن”، مطمئنا جميع المواطنين بان “الفرق الطبية ستواصل فحص ومتابعة جميع المواطنين العائدين من الجمهورية الاسلامية الايرانية”.
 
ورشة عمل للتوعية
بهذا الشأن، اشار نقيب الاطباء عبد الامير الشمري، الى ان “نقابته اقامت بالتعاون مع كلية الطب في جامعة النهرين ورشة عمل للتوعية بشأن فايروس كورونا الجديد وطرق الوقاية منه والسيطرة عليه” موضحا ان “الورشة ركزت على ضرورة اتباع تعليمات منظمة الصحة العالمية للوقاية من المرض مثل تجنب الاحتكاك بالأشخاص المرضى، الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون او استخدام معقم اليدين الكحولي لتنظيفها في حالة عدم توفر الماء لغسل اليدين”.
كما اضاف “يجب غسل الادوات الشخصية المستخدمة من قبل الشخص المصاب بالفايروس بما في ذلك الشراشف و اواني الطعام وارتداء الكمامات الطبية في حالة التواجد في مكان واحد مع شخص مصاب بالفايروس ويفضل نوع (N95) وكذلك ارتداء معدات الوقاية الشخصية والتخلص من القفازات في حالة لمس اي من سوائل الجسم المصاب بالعدوى”.
وتابع الشمري “يتوجب عزل الشخص المصاب والاشخاص الملامسين له لمنع نقل الفايروس الى الاخرين ويجب تغطية الفم بمنديل ورقي عند السعال او العطس ومن ثم التخلص من المنديل فوراً بالأماكن المخصصة لذلك ووضع قوانين وتعليمات تحد من السفر الى الدول الموبوءة بالمرض وكيفية التعامل مع الوافدين من الخارج في المطارات العراقية اضافة الى عدم تناول الاطعمة النيئة او غير المطبوخة بشكل جيد، داعيا الى ضرورة “تجنب التماس غير المبرر مع الحيوانات البرية او الداجنة الا بعد ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة”.
واكد الحرص على “اقامة المزيد من ورش العمل والمحاضرات للتوعية بالمرض تستهدف الموظفين والطلبة لجميع المراحل الدراسية في ما يخص مرض كورونا وغيره من الامراض الوبائية وخاصة الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان اضافة الى زيادة الوعي بخصوص اتباع العادات الصحية السليمة في جميع الاماكن والاحوال سواء في بيئة العمل او البيت او المؤسسات الحكوميـــــــة والتركيز على اتباع شروط الامن و السلامة البايلوجية داخل المختبرات وخاصة مختبرات الدراسات الاولية وطلبة الدراسات العليا ممن هم في مرحلة البحث والتواصل من وزارة الصحة للحصول على المعلومات ذات العلاقة بالأمراض الوبائية والطرق الاجرائية المحلية المتبعة ضمن القوانين العراقية و الإمكانيات المتوفــــــــرة.
ودعا الى “توفيـــــــــــــــــــــر اجهزة التشخيص المناسبة والعدد المختبرية الضـــــــــــــــــــرورية لتشخيص المــــــرض (Real Time PCR) في المؤسسات الصحية وتوفير مراكز عزل ومختبرات متخصصة حسب المواصفات العالمية للتعامل مع الامراض التي تنتقل عن طريق الرذاذ في الهواء ذات الخطورة العالية”، مؤكدا اهمية “التعاون بين وزارات الدولة المختلفة لتوفير الطرائق الاجرائية الملائمة وخطة طوارئ ملائمة للبيئة العراقية للوقاية من المرض والاستعداد لكل طارئ”.
 
ارشادات نقابة الصيادلة
بدوره، افاد عضو نقابة الصيادلة مثنى الطائي لـ”الصباح” بان “هناك العديد من النصائح التي يجب اتباعها من قبل افراد المجتمع في الفترة المقبلة”، مبينا ان “حجم الفايروس يعد كبيرا حيث ان قطر كل خلية هو 400-500 نم ولهذا فإن أي قناع ممكن ان يمنع دخولها مع ذلك عندما يقوم شخص بالعطس أمامك سيأخذ الفايروس مسافة 3 امتار قبل ان يسقط على الأرض ولا يستقر عادة في الهواء”.
واضاف “عند سقوط الفايروس على سطح معدني فانه سيعيش لــ 12 ساعة، لذا ينصح بغسل اليدين عند ملامسة أي سطح معدني وبشكل جيد، كما يبقى الفايروس حيا عند سقوطه على الاقمشة لمدة 6-12 ساعة ولكن من الممكن القضاء على الفايروس عند غسل الاقمشة، اما بالنسبة للملابس الشتوية التي لا تغسل يوميا، فيفضل وضعها تحت اشعة الشمس كي تقتل الفايروس”.
ولفت الطائي الى ان “الفايروس يصيب الحنجرة أولا ويسبب جفافا مصحوبا بألم ويستمر من  3-4 أيام  ويختلط الفايروس بالسائل المخاطي ويتسرب الى الرئتين مسببا الالتهاب الرئوي خلال5 -6 أيام و تأتي السخونة العالية وصعوبة  التنفس مع الالتهاب الرئوي، عندها يكون الاحتقان في الانف غير عادي حينها يجب مراجعة الطبيب على الفور”.
واوضح عضو نقابة الصيادلة ان “اكثر طريقة لانتشار للعدوى هي عبر ملامسة الأشياء في الأماكن العامة، لذا عليك ان تغسل يديك مرارا مع استعمال المعقم الكحولي وتأكد من  أنه بإمكان الفايروس العيش على يديك لمدة5 -10 دقائق وهي المدة التي من الممكن ان تكون بها قد فركت عينيك او مسحت وجهك من دون انتنتبه”.  
واكد انه “لا حصانة بحسب خبراء الصحة لفايروس كورونا المستجدّ تجاه الحرارة اذ من الممكن ان يُقتل في حال تعرض الى 27-26 درجة مئوية، لذا ينصح بتناول الماء الحار للوقاية منه او التعرض للشمس والماء الحار ضد الفايروس، بينما دعا “المواطنين الى المداومة على الغرغرة أيضا بـ دواء الغرغرة للتقليل او القضاء على الجراثيم في اللوزتين قبل ان تتسرب الى رئتيك إضافة الى المداومة على النظافة”.