الروح الغائبة

الرياضة 2020/02/23
...

خالد جاسم
تبقى الاندية الرياضية العصب الأساس في الرياضة والرئة التي تتنفس من خلالها الاتحادات الرياضية المركزية ومن دون تلك الاندية لايمكن استمرار الرياضة وديمومتها , كما لايمكن لأي اتحاد معني بهذه اللعبة أو تلك أن يرسم مفردات منهاجه الموسمي أو يبني منتخباته من دون وجود القاعدة الأساسية التي تديم عجلة مسابقاته وتفرز له اللاعب والمدرب والاداري وكلهم مواد رئيسة في خلطة المنتخبات الوطنية . وباختصار شديد فان الاندية الرياضية إذا صح القول هي الحاضنات الرئيسة للرياضة  بل هي أشبه بمنظومة متكاملة تقوم بالتفريخ والتربية والصقل للمواهب المتعددة الأغراض وتقدمها على أطباق من ذهب للاتحادات التي تتلقف تلك المواهب بشكل فرق تتنافس وتتصارع وتقدم أفضل مالديها فتقدم للاتحادات فرصا ثمينة لادامة مسابقاتها وتأسيس منتخباتها في شتى الألعاب . ومن هنا ومن دون استمرار وانتظام دورة الحياة في الاندية لايمكن بناء رياضة أولية ومن ثم الشروع في تنفيذ مناهج البناء والتطوير , لكن السؤال الذي يفرض نفسه بواقعية هو  هل تقوم الاندية لدينا بواجباتها كما يجب وهل هي فعلا جديرة بتوفير مقومات النهوض والتطور الرياضي ؟
الاجابة ليست صعبة بكل تأكيد طالما أن واقع الحال يشير ويؤشر حقيقة افتقاد أنديتنا الكثير من الشروط والمقومات التي تتيح لها  فرص تأدية متطلبات الحد الأدنى من واجباتها ومهامها والتزاماتها تجاه الرياضة وهي عبر هذا العجز الواقعي الذي تفرضه ظروف تقع خارج نطاق الارادة صارت مفتقدة للكثير من المؤهلات التي تضمن لها فرص التعبير الحقيقي عن الذات ومن ثم فان سلسلة المشكلات والصعوبات التي ضربت صميم تلك الأندية وجردتها من أبسط الأسلحة التي تحارب بها التخلف والافلاس المالي وكلاهما وجهان لعملة واحدة تمثل العجز الحقيقي للاندية في إداء مايفترض أن تقوم به من مهام وواجبات . وإذا كانت تلك الارهاصات العصيبة قد فرضت نفسها بقوة على واقع عمل الاندية الرياضية نتيجة غياب الدعم والرعاية والاهتمام من قبل الجهات المعنية بالشان الرياضي , الا أن ادارات معظم أنديتنا الرياضية وهي إدارات فرضتها صناديق الاقتراع بطريقة ديموقراطية صحيحة لكنها في ذات الوقت إدارات فاشلة وولد الكثير منها من واقع فاشل تعيشه الاندية الرياضية نفسها بما في ذلك الأندية العريقة والكبيرة وهنا تسكب العبرات .