بغداد/ مآب عامر
صدرت حديثاً عن دار الشؤون الثقافية مجموعة قصصية بعنوان «متحف النّصوص” لصادق الطريحي. يضم الكتاب (٢٨) قصة منها: « قصة تجريبية وكاتب مغمور، جماعة الريف، دائرة الأسماء المفقودة، النديم، تدوين الدولة الشرقية، متحف النصوص، طبيب خارج الرحم، ذاكرة بورخيس”.
وفي مقطع من قصة “المثقف والكلاب” يقول الطريحي فيها: ( لست كلباً الآن، لست كلباً على الاطلاق، هذا ما أود أن أقوله لكم، فأنا أحب الصراحة، وأحب الرجل، ولا أتمنى له أي
مكروه، أنه بمثابة الأب الروحي لكثير من الكتاب. صحيح أنه جعل البطولة لذلك المثقف! أقصد اللص الذي سمّاه (سعيد مهران) وجعلكم تتعاطفون معه، بفعل تلك الحيلة السردية القديمة: البطولة والتضاد في الأسماء، لكنني لست كلباً، وما توقيعي الآن على بيان سحب كتبه من الأسواق، إلّا دفاعاً عن الآداب العليا العامة، ورأفة بالمجتمع الذي يراد تغريبه، وأنا أحب المجتمع أكثر ممّا أحب الرجل، الذي تزخر قصصه بالمشاهد الفاضحة! ألم ينتصر لعَرفة في روايته تلك؟!
ألم تلاحظوا أنه يحترم المومسات ويجعلكم تتعاطفون معهن أيضا؟! بل جعل أحد المنحرفين شخصية مؤثرة في أحد رواياته!).
ومن قصة “السارد تحت التدريب”، كتب صادق الطريحي، في بعض منها: (الآن بلغت الأربعين، قررت أن أمتهن السرد. في طفولتي كنت هاوياً بلا شك، وفي الخامسة والعشرين من عمري، أتقنت فن قراءة القصة، واستطعت بحرفيه أن أحولها من نسق إلى آخر. طلب مني أن أقرا له: لأنه فقد بصره بفعل العمر، واستعان بي لكتابة النص بلغتنا المشتركة، أراد أن يستمع إلى نص قصير جداً، قال: إن أقصر نص في العالم هو النص الذي يتسع للجزيرة المسكونة. قلت: ما زلت تحت التدريب. قال اقرأ، فقرأت له هذا النص. قال: أقصر نص في العالم يتكون من مئة كلمة، سأضيف عليه. فأتمه من عنده قائلا: لست تحت التدريب الآن”.
يذكر أن صادق الطريحي من مواليد الحلة 1964، حاصل على بكالوريوس لغة عربية وماجستير في طرائق تدريس اللغة العربية جامعة بابل، عمل في التدريس، وحصد العديد من الجوائز منها جائزة مسابقة الأمل عن بيت الحكمة، والجائزة الثانية مناصفة في مسابقة جعفر الخليلي، وجائزة المسرح في مسابقة دار الشؤون الثقافية العامة.
ومن أعماله في الشعر “تجربة في سيمياء الخلق، للوقت نص يحميه، مياه النص الأول” ومن اصداراته في موضوعات أخرى” رحلة في السواد، أبجدية بابل على
العالم”.
جاء الكتاب في “168” صفحة من القطع المتوسط