«ستاندرد» تخفّض تصنيف لبنان ودعوة لانتخابات مبكرة

الرياضة 2020/02/24
...

بيروت /جبار عودة الخطاط 
 
يستمرُّ المناخ السياسي العاصف في لبنان بتقلباته التي انفتحت على فضاءات سياسية واقتصادية القت بظلالها الثقيلة على الحياة اليومية لشعب بات يواجه المزيد من الازمات المعقدة التي توّجها دخول لبنان في خانة الدول المبتلاة بفيروس كورونا المرعب.. في وقت غادر فيه أمس الاحد وفد صندوق النقد الدولي الذي زار لبنان للمساهمة بحلحلة أزمته الخانقة مؤكداً أن زيارته هذه لن تكون الاخيرة وستعقبها زيارات عدة لمعالجة اقتصاده الذي تلقى إعلان تخفيض  وكالة»ستاندرد اند بورز» للتصنيف الائتماني للبنان  إلى CC/C توقعا لإعادة هيكلة الدين مع نظرة مستقبلية سلبية.
 
الواقع المالي
وفد صندوق النقد الدولي الذي زار لبنان في إطار الجهود التي يبذلها بناء على طلب بيروت للإسهام بإيجاد أفق للأزمة الاقتصادية الحادة اختتم امس الأحد زيارته بيروت، مؤكداً أنها لن تكون الاخيرة لا بل ستتكرر مرات عدة في الاسابيع القليلة المقبلة.
الجولة الاولى اقتصرت على استطلاع الواقع المالي والنقدي والاستماع الى المسؤولين المعنيين والى ما تريده الدولة لمساعدتها في تقديم خبراته ودعمه في المجالات التقنية وغيرها بعد أن وصلت حالة انسداد الأفق الاقتصادي والنقدي اللبناني الى مديات حرجة جداً. 
الى ذلك حذر  عضو ​«اللقاء الديمقراطي»​ النائب ​​بلال عبد الله​، مما يترتب على حالة انعدام الثقة بين المواطن اللبناني والنظام المصرفي الذي كان يعتبره لبنان سابقاً واحدا من قلاعه الاقتصادية. 
وأفاد في تصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي بان «اللبناني لن يستعيد ثقته بالنظام المصرفي بعد انكشاف البنوك وثبات تورطها في صفقات، وممارسات تعكس غياب أي حس وطني لدى مسؤوليها الا من خلال عملية دمج منظمة وعلمية».
 
تحدي العمل
أما عضو كتلة “التحرير والتنمية» النائب الدكتور أيوب حميد فأشار خلال احتفال تأبيني في بلدة بيت ليف الى أن «حصارا مريبا يلف لبنان وأهله، في ظل أزمات اقتصادية متعددة وكبيرة».
وقال «:كانت هناك فرصة في ان نشرع موازنة العام  2020، وكان التحدي الاول في الوصول إلى إنجازها وإقرارها من أجل الانتظام العام للانفاق على مستوى الدولة وإدارتها. أما التحدي الثاني فكان مواجهة المستجدات التي طرأت، والتي أطلقت فيها شعارات لا يمكن لأحد أن يرفضها، وهنا نميز بين من أراد أن يركب الموجة ويجلس منتظرا في الصفوف الخلفية، ليحور مسار الحركات عن أهدافها النبيلة، وبين من كان يطالب بحقوقه المشروعة. والتحدي الثالث، أن تكون هناك حكومة وأن تستطيع أن تنجز بيانها الوزاري في وقت سريع، فتمثل أمام المجلس النيابي لنيل الثقة، وهنا لا بد من إنصاف حتى من حجب الثقة، لقد كانوا جميعا في الاتجاه الذي يخدم استمرارية المؤسسات. اليوم نحن أمام تحد كبير وهو العمل. فلا خير في أقوال لا تترجم إلى أعمال جدية ينتفع الناس منها ليستعيدوا ثقة ضاعت لمرحلة من الزمن» .
 
كرة نار ملتهبة
وتابع حميد: «أعطيت هذه الحكومة كرة نار ملتهبة، وتطالب بان تقوم بمعجزات على مستوى قضايا كان الناس يئنون منها ومن تداعياتها، ولكن المتبصر الذي يمتلك ضميرا موضوعيا في مراقبته ومحاسبته ومساءلته لا يمكنه أن يتنكر لهذا الواقع الأليم الذي تلقفته الحكومة الوليدة، فلنعطها الوقت، ولكن ليس بالوقت الطويل لكي نبدأ تلمس الخطى المسؤولة التي يستعاد من خلالها ثقة البقاء في هذا الوطن».
ولفت الى أن «رئيس الوزراء جاد كل الجد في القيام بمسؤولياته، ونحن نلاحظ إصراره على حل الملفات كافة التي تهم الناس». ورأى أننا «أمام استحقاقات أساسية تتعلق بالمديونية العامة واليوروبوند واستحقاقات كثيرة وكلها يجب أن نتخذ فيها خيارات مرة، ولا نثق بالوصفات الدولية التي تكون عادة نسخا مطبوعة تعمم على كل الدول التي تمر بظروف دقيقة على مستوى واقعها المالي والاجتماعي، ولكن من المفيد دائما أن يستمع المرء الى أفكار وتوجهات ويستخلص منها ما هو ملائم ومفيد لواقعه، كي يستطيع معالجة مشكلاته، وليس من الحكمة الاشاعة أن الوطن ينهار وأنه لا مناص لنا إلا الاستسلام».
 
تحركات احتجاجية
الحراك الاحتجاجي وإن خفت حدته الاّ إنه ما زال يسجل حضوره هنا أو هناك لإيصال صوته الرافض فقد انطلقت السبت والأحد مسيرات شعبية  تحت شعار «ستدفعون الثمن» الى ساحة الشهداء.
وأكد المنتفضون في بيان أننا اليوم نواجه أكبر كارثة اقتصادية في تاريخ لبنان ولا تزال الطبقة السياسية الحاكمة تمعن في إفقار وتجويع اللبنانيين وقمع الحريات.
وأضافوا: «لن ندفع الثمن» والطبقة الحاكمة وأصحاب رؤوس الأموال هم من سيدفعون الثمن. وتابع بيان المنتفضين: نرفض سياسات صندوق النقد الدولي لأنها ستؤدي إلى زيادة الضرائب ونطالب بحماية صغار المودعين واستعادة الأموال العامة المنهوبة.
 
الضغط لإقالة عون
ورغم اتفاق معسكر المعارضة على مناوءة الحكومة المشكلة حديثا الا أن أطرافه اختلفوا في الدعوات الرامية للضغط على الرئيس اللبناني لتقديم استقالته فقد أوضح عضو «كتلة المستقبل» النائب ​محمد الحجار​ أنّ «الضغط لاستقالة رئيس الجمهورية ليس مطروحا في المرحلة الحاليّة، لكن الموقف في هذا الشأن في المرحلة المقبلة يتوقّف على مدى تبدّل الأوضاع».
ولفت في حديث صحافي إلى أنّ «هذا الأمر يحتاج إلى ظروف معيّنة غير متوفرة الآن، منها غياب الموقف المسيحي الداعم له، لكن استمرار الوضع على ما هو عليه في المرحلة المقبلة لن يكون مقبولًا، وبالتالي عندها سيُبنى على الشيء مقتضاه». وذكّر بما قاله رئيس الحكومة السابق ​سعد الحريري​ في الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال والده، حيث «حيّد رئيس الجمهورية وعبّر عن احترامه له، مركّزًا على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب ​جبران باسيل​ ومتّهما إياه برئيس الظلّ».
وأكّد الحجار أنّ «الأولويّة اليوم بالنسبة إلى «​تيار المستقبل​« هي إخراج ​لبنان​ من أزمته، في موازاة العمل على إجراء ​انتخابات​ نيابية مبكرة وفق قانون جديد للانتخابات، وهو سيدفع باتجاه هذا الخيار عبر تقديم اقتراح قانون 
جديد».
 
الدولار و ستاندرد
في هذه الأثناء ما زال الدولار يمارس لعبة الارتفاع في ضوء المستجدات السياسية والاقتصادية فقد وصل سعر صرف الدولار مقابل الليرة اليوم قبل عطلة الأسبوع الاحد لدى الصرافين ليتراوح بين 2460-2470 ليرة للمبيع و 2490-2500 ليرة للشراء، وذلك بعدما كان قد تراوح  بين 2430 ليرة للمبيع و2460 ليرة للشراء وكانت وكالة «ستاندرد اند بورز» للتصنيف الائتماني قد أعلنت خفض تصنيف لبنان إلى CC/C توقعا لإعادة هيكلة الدين مع نظرة مستقبلية سلبية.  وعزت الوكالة قرارها بخفض التصنيف إلى اعتقادها أن إعادة الهيكلة أو عدم السداد في دين الحكومة شبه مؤكد بصرف النظر عن التوقيت.. هذا ودعا الوزير السابق الان حكيم الى انتخابات مبكرة لإنقاذ لبنان وقال عبر حسابه على «تويتر»: «حكومة حالة طوارئ مش قادرة تحل أو تضبط موضوع صحي بدكن ياها تنقذ بلد؟ خلصونا من فيروس الفساد وفيروس الفشل وفيروس التلوث السياسي والاجتماعي، خلصونا من الموت البطيء فما في حل إلا بانتخابات نيابية 
مبكرة»