أقام نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق جلسة لتجارب شعرية شبابية بابلية بحضور العديد من الأدباء والمثقفين.
بدأت الجلسة التي أدارها الشاعر حسين المخزومي احتفالا بالشاعر سلام مكي، والشاعر علي سرمد، بقوله: سلام مكي «من مواليد الحلة في العام 1986، وحاصل على بكالوريوس قانون جامعة بابل، وبكالوريوس تربية قسم اللغة العربية، كما وله العديد من المؤلفات في القانون منها «تأزيم القانون، اشكاليات قانون الأحوال الشخصية” وصدرت له مجموعة شعرية بعنوان مزارع الوقت”.
طرح المخزوني خلال الجلسة مجموعة من التساؤلات منها ما يتعلق «بالتناقض الغريب بين سلام مكي القانوني الصارم والشاعر المترف؟، يستفسر عن رأي الشاعر القانوني في المرأة وكيف ينصفها أم ينصف قلبه؟، كما تساءل المخزوني عن الوقت في مجموعة سلام وحياته؟. ويجيب مكي عن تساؤلاته يسرد تناقضات الحياة، معبراً عن شعوره بالاسى عند ممارسة الحياة الوظيفية كقانوني أو رجل قانون، كونه يمر من خلالها بالكثير من المشكلات المجتمعية في المحاكم وغيرها من الجوانب المظلمة والمسكوت
عنها. أما حياة مكي الأخرى والمتمثلة بإطلاعه على الأدب والشعر والنقد فيصفها (بالجانب الجميل) الذي يصور الحياة بجمالياتها وينقل الواقع الذي نتمناه ونريده، ويقول إن «القانون رغبة مني استطيع التخلي عنه، أما الأدب أي الشعر فقد تورطت به، هو أزمة نفسية وداخلية تُخرج الشاعر من أزمة الحياة وتلوينها بما يريد. الشاعر ينصف قلبه فهو مصدر الشعر، أما رجل القانون فلا بد من امتلاكه للعدالة والشيء الكثير منها والا تحول إلى فاسد مثلما هو الشاعر الذي يوجب امتلاكه من الحب والجمال والرقة ما لا يمتلكه غيره كونه بلا هذه المقومات لا يمكن أن يكون شاعراً”. ويشير مكي الى أن مجموعته صدرت خلال فترة انتقالية ومضطربة من حياته كان يعيش خلالها في مجتمع كما وصفه بالصغير تسوده المفخخات والموت الشبه يومي كون مدينته صغيرة وشوارعها قصيرة وبالإمكان قطعها مشيا على الاقدام «الحلة» أي صوت لانفجار يحدث يسمعه. وتعد هذه المجموعة لمكي جزءا من تداعياتها فضلا عن حياته الشخصية التي كان يعيشها فيقول: «كنت أعيش فراغا نفسيا واجتماعيا وضيقا بشكل كبير فكان الشعر ملاذاً لي”.
وقد شارك الشاعر بعدد من القراءات الشعرية منها: (منذ الأمس البعيد/ وأنا أتمدد، كل يوم/ في حقل الألغام علّني، أحظى بلحم طازج/ أنثره فوق مقبرة المدينة/ لأكسو العظام همّا).
وعن الشاعر علي سرمد يقول المخزومي عبر الجلسة: هو طالب دكتوراه في الأدب ونقده بجامعة بابل من مواليد 1990، أول مجموعة شعرية له كانت بعنوان “طحالب الميتافيزيقية”، كما وقد شارك في مهرجانات عدة داخل جامعة بابل وخارجها، له بعض النصوص والمقالات المنشورة في الصحف وترجم بعضها إلى لغات عالمية مختلفة. ومن ضمن الاسئلة التي طرحها المخزومي ما يتعلق بدراسة سرمد داخل معترك الشعر، ومجال البيئة الملائمة لنمو القصيدة ومراحل تطورها، والاطلاع والدراية بالنص، وفقدان القصيدة لبراءتها عند الكتابة، والبعد الفلسفي في النص وتداخل الافكار حتى في العلوم داخله، إذ أن البعد الفلسفي في النص الشعري كون له الأثر الواضح وغير ذلك من التساؤلات المعنية بمجموعة طحالب المتافيزيقيا. ويبيّن سرمد خلال الجلسة قدم العلاقة بين الشعر والنقد، إذ كان النابغة الذبياني وشعراء المعلقات يتركون قصائدهم لسنة كاملة ثم ينقحونها ويخرجونها إلى العالم. كما وتحدث عن بناء الشاعر عند الكتابة والرؤيا النقدية والمعرفة الواسعة لكتابة النص، ولاسيما الشعر المعاصر، إذ اصبح متداخلا مع الفلسفة، وهنا لا بد أيضا للشاعر أن يكون قارئا حتى يدرك مساحة ما يكتبه. كما وقد تناول سرمد البعد الثقافي، وقال: «في هذا العصر لا يمكن للشاعر أن يكون بعده الثقافي كما الشاعر في القرن الأول أو الثاني من الهجري، لذلك فإن مسألة الثقافة مهمة لتحريك النص وكتابته».