أديتشي: كــلنـــــا نـســـويــــون

ثقافة 2020/02/24
...

((اليوم نحيا في عالم جديد  مختلف. فالشخص الأكفأ للقيادة ليس بالقوي جسديا، بل الأكثر ابتكارا وذكاء وإبداعا وليست هناك هرمونات خاصة بتلك القدرات. فالرجل والمرأة متساويان على الأرجح في الذكاء والابتكار والإبداع. لقد تطورنا، لكن يبدو لي أن أفكارنا حول نوع الجنس لم تلتحق بالركب)) .

إنها النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي  واحدة من أبرز المناصرات للمرأة حول العالم، صاحبة قضية استثنائية ومحورية في زماننا المعاصر، وتعد من أبرز الأسماء الافريقية التي استطاعت أن تحقق نجاحا باهرا في العالم   ، فهي متحدثة بارزة في العديد من المؤتمرات والمحاضرات العالمية التي تعنى بقضايا المرأة. 
صدر لها مؤخرا باللغة العربية كتاب تحت عنوان (علينا جميعا أن نصبح نسويين) عرضت  أديتشي في الكتاب الصادر بترجمة لميس بن حافظ، خطابها الاستثنائي الذي ألقته على ضيوف أحد مؤتمرات (تيد إكس) الشهيرة.
تتناول أديتشي في خطابها القضية النسوية، كيف يمكن فهم النسوية، وتعريفها بمنطق القرن الواحد والعشرين تعريفا يتجذر بالانغماس في الواقع والوعي به. تستحضر المؤلفة تجاربها الشخصيّة وملاحظاتها الثاقبة للجنوسة (gender) وتوظيفاتها الاجتماعيّة وتجلياتها في الحياة اليومية، وتتطرق إلى العوائق التي تحول بين المرأة وبين حقوقها ومطالبها حول العالم، الكتاب يمتلك لغة بسيطة وقوية ويستعرض أبرز القضايا التي تواجهها المرأة في  افريقيا ومختلف ثقافات العالم.
 
خطاب النسوية 
تدور فكرة الخطاب حول صديق طفولة يدعى (أوكولوما) الذي وصفته بخفة الظل والذكاء، دائم الابتسامة، والذي كان ينتعل أحذية رعاة البقر ذات الاطراف المدببة، وهنا تبدأ رحلتها مع علاقة الصداقة التي جمعتها مع الصبي اللماح، وبين نظرته لها ووصفه اياها بالـ (نسوية) بعد أن اكتشف هذا الأمر من خلال نقاش دار بينهما عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، لتتناول في الخطاب رحيله في حادثة سقوط طائرة في جنوب افريقيا العام
 2005.
 
النساء المرحات 
تصف أديتشي تلك اللحظة بأنها فتحت أمامها آفاقا جديدة، فوصف صديقها أوكولوما لها بالنسوية أيقظ ذهنها على قضايا المرأة و لاسيما أنها في القارة الافريقية التي عانت من ظروف صعبة ، إذ كانت تعنف من قبل الرجل وليس لها مكان فاعل في المجتمع، فتشكلت لديها الرؤية بأن تكون ذات صوت يدافع  عن من  لا صوت لها، وتخوض في الأحداث الثقافية والمعرفية العالمية دورا استثنائيا في الدفاع المرأة. تحكي أديتشي في خطابها، تطور علاقاتها مع الحركة النسوية تقول إذ  : أخبرتني امرأة أكاديمية نيجيرية أن الحركة بالنسوية ليست من ثقافتنا، أنها شيء (غير افريقي) لذا قررت أن أسمي نفسي بالنسوية الافريقية السعيدة، وعند نقطة ما كنت تلك النسوية الافريقية السعيدة غير الكارهة للرجال والمحبة، تلّمع الشفاه وترتدي الكعب العالي لنفسها وليس
 للرجال.
 
فضح الخرافة 
تواصل أديتشي اشتغالها على قضايا المرأة وحقوقها، فإلى جانب خطابها الشهير، صدر كتابها بالعربية  (عزيزتي هاجر أو مانفيستو نسوي) خمسة عشر مقترحا والذي وصف لاحقا بأنه دليل النسوية للمبتدئين. إذ تكشف أديتشي عن نصائح مدعمة بمعلومات حول الطرق السليمة للنساء على الاستقلالية بقرارها
 وشخصيتها. أديتشي عملت على فضح خرافة أن المرأة لا مكان لها سوى البيت، وأن الرجل يمتلك زمام الأمور كلها، فالكتاب استطاع أن يتعمق في أسس العلاقات التي وصفتها المؤلفة بأنها غير عادلة في القرن الحادي والعشرين سواء كانت حول القضايا الاجتماعية والسياسية أو غيرها من الروابط التي تجمع المرأة
 والرجل.