بغداد/ مآب عامر
صدر حديثاً كتاب بعنوان "البناء الفني" للدكتور شجاع مسلم العاني، ضمن سلسلة نقد عن دار الشؤون الثقافية العامة- وزارة الثقافة، وقد عني الكتاب بدراسة الرواية العربية في العراق بين الأعوام 1928-1980 ومن موضوعاته، "السرد وبناء الزمان، السرد واتساق بناء الاحداث، السرد وبناء الرؤى، الوصف وبناء المكان، بناء المنظور".
ويبيّن الباحث الهواجس من وراء هذه الدراسة، ويقول: "الهوة الكبيرة بين خطابنا النقدي والقضايا الفنية والجمالية من جهة، وبين هذا الخطاب والخطاب النقدي الحديث ومنهاجه ومقارباته، ذلك أنّ معظم الدراسات التي تناولت القص في الأدب العربي الحديث ومنهاجه في العراق بأشكاله الطويلة والقصيرة، اقتصرت على مضامين هذا القص وقضاياه التاريخية، وأهملت إلى حد كبير الجوانب الفنية والجمالية، وخضعت للمناهج الذوقية والانطباعية والبيوغرافية والاجتماعية، التي ما زالت سائدة في نقدنا الأدبي بصورة غير منظمة، ولاسيما في دراستنا النقدية والاكاديمية".
وفي أنساق السرد يقول الدكتور العاني، عن "نسق التتابع": بأنّه "يقوم على أساس رواية أحداث القصة جزءا بعد آخر، دون أن يكون بين هذه الأجزاء شيء من قصة أخرى. ويعد هذا النسق أكثر الانساق البنائيّة شيوعا وأكثرها، وهو في الوقت نفسه، أكثر الانساق قرباً من الحكاية ولا نكاد نجد رواية تخلو منه". أما في جانب نسق التضمين فيرى العاني: "أنّه من أقدم الأنساق البنائيّة في الأدب القصصي. ويقوم على أساس نشوء قصص قصيرة كثيرة في إطار قصة قصيرة واحدة. وتعد قصص (ألف ليلة وليلة) الشعبية أنموذجا بارزاً لهذا النسق من البناء".
ويرى اوستن وايرن ورينيه ويلك، مؤلفا (نظرية الأدب) أنّه "يمكن النظر إلى هذه الصنعة على أحد المستويات، على أنّها محاولة لملء فراغ العمل، وعلى مستوى آخر على أنها بحث عن التنويع"، ويرى الباحثان أنّ التضمين "صنعة... لا يمارسها أحد حاليا".
وفي نسق التناوب الذي هو "بناء حديث النشأة، وأكثر انساق البناء رقياً وأشدها جمالاً، وقد أشار تودوروف إلى أنه من الأنساق التي قطعت كل صلة تربطها "بالحكي الشفوي الذي لم يعرف التناوب"، ويقوم هذا النسق على سرد أجزاء من قصة ثم أجزاء من قصة أخرى. وبكلمة يشترط في هذا النسق وجود قصتين يرويهما السرد، على أننا يمكن أن نوسع من دلالة النسق ليضم اشكالاً بنائيّة أخرى تقوم على التناوب
أيضا". وعن النسق الدائري يقول الدكتور شجاع العاني: "برغم من أن هذا النسق، يمكن دمجه في أنساق بنائية أخرى، بسبب أنه غالبا ما يرد كنسق ثانوي الى جانب أنساق بنائية أخرى، كنسق التتابع، فقد رأينا أن من الضروري دراسة هذا النسق لشيوعه في أعمال روائية عديدة حديثة، ونعني بالنسق الدائري لبناء الأحداث، أنّ الاحداث تبدأ من نقطة ما ثم تعود في النهاية إلى النقطة نفسها التي بدأت منها".. جاء الكتاب في (488) صفحة من القطع الكبير.