جراح ثخينة

الرياضة 2020/02/26
...

علي الباوي
 
الانتكاسة الكبيرة التي حصلت لكرة السلة ليست بالغريبة عطفا على  التراجعات المحزنة التي طالت قبلها كرة القدم العراقية وبقية الالعاب الاخرى.
من المؤكد ان لافوارق بين الالعاب ففن الرياضة واحد في كل المجالات التي تحتاج الى مجهود بدني وفكري، من هنا يصبح حزننا على السلة العراقية هو حزن متواصل بدأ منذ زمن بعيد وتحديدا من بعد 2007 ومازال يثخننا بالجراح سنة بعد اخرى من دون اي انتباه من الاتحادات العراقية ومجالس حكماء الالعاب لدينا.
ان النتائج المتردية التي رافقت كرة سلتنا في التصفيات الاسيوية ماكان لها ان تحصل واعني هنا الخيبة الكبرى في ان تلعب على ارضك ولاتاتي بنتيجة مرضية، اقول ماكان لها ان تحصل لو كنا قد تحسسنا الانهيار في عام 2008 وماتلاه، ان مانعانيه الان هو نتيجة مباشرة لعدم الجدية والصراعات المناصبية وهذا بالتاكيد اوصلنا الى حالة من الفوضى العارمة، فلا يوجد تخطيط ثابت ولا رؤية محكمة ولا خطة مستقبلية وبالتالي الضحية الاولى هو اللاعب العراقي سواء كان سلويا او شطرنجيا او ملاكما، فالكل خاضع لهذا التردي الحاصل علما ان امكانات البلاد المادية والتخطيطية والبدنية وحتى العقلية فيها كفاءة وتحمل خبرة عالية فرياضة العراق ليست وليدة هذه السنوات العجاف وانما هي ضاربة في عمق التاريخ الرياضي كون العراق من الدول السباقة في جميع الالعاب.
وان كنا نفخر بماضينا فالاجدى بنا ان نحاسب انفسنا بقسوة على ماآلت اليه الامور الان فمن غير المعقول ولا المقبول السكوت عن هذا التردي الواضح الذي اوصلنا الى قاعدة اللاشيء .
لست متشائما بهذا القدر من العلة التي تلبستنا مؤخرا وانما اقول ان الشجاعة مطلوبة لفرش الحقائق على منضدة التحقيق.
علينا جميعا ان نبادر الى ثورة سواء في الصحافة الرياضية او على مستوى الجماهير لتقويم هذا الخلل الفاضح فالمسؤولية تحتم علينا قبول الصدمة والعمل بجد على تغيير الواقع.
اتحاداتنا الرياضية مطالبة باعادة النظر بكل افعالها وتحقيق بناء متوازن من خلال التخطيط الصحيح وتوظيف الامكانات في مواقعها المطلوبة. على كل المعنيين بالشأن الرياضي الاجتهاد من اجل انقاذ الرياضة العراقية لانها وصلت الى مفترق طرق ويتوجب على الجميع تحمل المسؤولية واعادة بناء الرياضة العراقية وفق القواعد الصحيحة والكف نهائيا عن المقامرة بتاريخنا وعدم ممارسة الالعاب الرياضية بخدع الساحر وشطارة البهلوان، فهذه الوسائل لاتصنع رياضة وانما تشيع الفساد والارتباك.
الرياضة هي القلب السليم للبلد وهي قوة الشباب وعزيمته نحو التفوق والابهار واذا كنا سنواصل مشاوير المنافسات بلا عزيمة ولا شجاعة ولاقوة فمعنى ذلك ان لاخير فينا ولسنا اهلا لحمل اسم العراق.