يلقي تباين مواقف القوى السياسية ظلاله على مشهد جلسة منح الثقة الاستثنائية لحكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي المقررة اليوم الخميس، فبينما يصر علاوي المدعوم من تحالفي الفتح وسائرون على وزراء من المستقلين قال: إنها ستطوي "صفحة المحاصصة"، يؤكد تحالف القوى عزمه على اللجوء الى خيار المعارضة في حال تمرير الحكومة، ويلفت الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى أنه سيقف ضد التصويت لحكومة علاوي "اذا لم يتم التوصل الى صيغة معينة بشأن الكابينة الوزارية".
يأتي ذلك في وقت كشف النائب عن تحالف الفتح حنين القدو عن تدخل رئيس التحالف هادي العامري لـ"رأب الصدع" بين رئيس الوزراء المكلف والقوى السياسية السنية والكردية لأجل تمرير الحكومة. وقال النائب عن دولة القانون عبود العيساوي لـ"الصباح": إنّ ما نتمناه على جميع الكتل ان تجعل مصلحة البلد فوق كل شيء وألا تنسى عشرات الالاف من الشباب الذين ما زالوا صامدين في ساحات التظاهر وهم يطالبون بالتغيير والاصلاح والخدمات وتجاوز المرحلة وصولاً الى بر الامان، وكل هذا لا يأتي الا عن طريق تشكيل حكومة مستقلة.
واضاف العيساوي أن علاوي يصر على ان تكون تشكيلته الحكومية من الشخصيات المستقلة بعيدا عن الولاء للاحزاب، الا انه اصطدم برغبة البعض الذي يرغب بأن تكون له وجهة نظر في اختيار الوزراء، داعيا الكتل إلى تقدير خطورة المرحلة وتأثيرها في حياة البلد والمواطنين الذين يريدون الخلاص وتغيير جميع الاعراف السيئة التي اتبعت في تشكيل الحكومات السابقة تقديراً لدماء الشهداء.
وكان مصدر سياسي كشف، في تصريح صحفي، عن ان "مشاورات الأحزاب السياسية مع حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي ما زالت تشهد انقسامات رغم استمرار اللقاءات التي لم تتوقف طيلة الليلة الماضية. على الجانب الآخر، أكد النائب عن تحالف القوى ظافر العاني، لـ"الصباح"، ان التحالف لن يصوت على منح الثقة للحكومة سواء بالامتناع عن التصويت او الاخلال بالنصاب. وأضاف العاني، ان التحالف برفضه حكومة رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي لا يقصد المناورة او الحصول على تنازلات، بل لأنه يرى أن المنهج الذي يعمل به علاوي لا يشكل حلا وانما هو مفتاح لازمات جديدة.