فؤاد العبودي
ينبري الضالعون بالشأن الموسيقي الى القول ان للموسيقى اولوية على جميع التنوعات الدارجة في المجتمع.. ويضيفون انها عملية ابداع حيث ان بالمفهوم الشائع تبقى الموسيقى لغة الروح بما تشمله هذه اللغة من ايحاءات نفسية تتجلى بالصعود الى قمة التذوق والانصهار في بوتقتها الى الحد الذي يجعلك تنسى من انت وانت في مكانك.
فالموسيقى عدا مفهومها العام فهي نوع من الانتشاء بمبررات تخصك وحدك، حيث لايصل اليها غيرك. وهي الامتاع بتذوق ودراية .. فعندما تنصت بكل حواسك الى ذلك النوع الذي تستهويه من الموسيقى، فانت بكل تأكيد تشارك المؤلف الموسيقي روح الانفعال وصياغة جديدة تتمثلك بكل وجدانها وتخيلاتها للانتقال من عالم المكان المحكوم به آنياً الى آفاق ترسم لك مخيلة تعتاش على هذا الاحساس الدفين المليء بالتأملات والسحر المستنبط من اعماق الموسيقى ومن تحولات النغم الصاعد الى مايجعل الروح والوجدان يتوهجان بمسميات الخلق المتوحد بذاتك.
الانتعاش الذي تحصل عليه روحك وانت تستمع بالانصات لصوت الموسيقى وهي تناشدك بلهيب مشاعرك وتقر بنفسك بانك مالك وانت فقير تمتلك ماليس لغيرك به شأن. في السيمفونية الخامسة للموسيقار العالمي بتهوفن ترتقي روحك العطشى للخلود وتتنسم منها عبق الارتواء الروحي الذي يجسد العلاقة الانسانية بين المرء والموسيقى وهي الرابطة التي لاتنفصل عراها بين الاثنين.
فالموسيقى اذن تعيد اليك توازنك الذي ربما تفتقده وانت في غمرة انشغالاتك العديدة فالموسيقى والمفردات القيمية لا يستقيم وجودها، الا اذا كنت مستمعاً جيداً للموسيقى خاصة اذا كنت قاصداً محل عملك ومغتاظاً من امور الدنيا وهنا ليس عليك سوى سماع بعض من المقطوعات الموسيقية هنا ستجد روحك هي الطالبة العظمى للموسيقى باعتبارها غذاء الروح.
وهي فضلاً عن ذلك فانها تساعد على ارتفاع حصيلة الانتاج وتشكل مردوداً جيداً للعمل و تساعد بسيره بالاتجاه الصحيح .. ومن هنا اعتمدت الدول المتقدمة اسلوباً ممنهجاً وممتعاً بتخصيص ساعة لاسماع موظفيها شيئاً من الموسيقى كمحصل ايجابي يزيد من القدرة على الانتاج.