سعد قيس لـ {الصباح»: مشروع درجال سيعيد الروح للمستديرة
الرياضة
2020/03/01
+A
-A
حاوره / طه كمر
سطع نجمه بسرعة البرق مع سني عمره القليلة ليجدَ نفسَهُ بين الكبار الذين قادوا كرة القدم العراقية الى بر الأمان آنذاك .. لكن صفحته طويت على عجالة ليجد نفسه مغتربا يعيش في أوروبا بعيدا عن جمهوره الذي صفق له طويلا سواء مع المنتخب الوطني أو مع كرة القيثارة الخضراء، النجم الدولي سعد قيس يهيج المواجع عبر صفحات (الصباح الرياضي) التي استعرضت معه الأحداث الحزينة والسعيدة عبر هذه السطور التي حاورناه خلالها.
لنبدأ من المواقف الجميلة والمواقف المحرجة التي تعرض لها الكابتن سعيد قيس ؟
أجمل المواقف هي تلك اللحظات التي تأتي بعد تحقيق الفوز أو إحراز اللقب لبطولة ما ، أما أحرج المواقف وبرغم كثرتها فأني لا استطيع ان أنسى ذلك الموقف المحرج في يوم اعتزالي عندما نسيت حذاء اللعب في البيت وذهبت لمباراة الاعتزال من دونه ، وكانت مباراة اعتزالي أمام النجف على ملعب الشرطة ضمن منافسات الدوري وتمت الاستعانة بأحد أحذية زملائي بالفريق.
ماهي قصة الرضوانية التي سمعنا عنها الكثير؟
الرضوانية معتقل أسسه المقبور عدي صدام حسين لزج الرياضيين والفنانين والمثقفين فيه عندما يقرر مزاجه ، لذلك فان جل اللاعبين زاروا هذا المعتقل وأنا قضيت فيه شهرا كاملا مع اللاعب محمود مجيد أذاقونا خلاله شر التعذيب ، بينما نال الكابتن حبيب جعفر حصة الأسد من العقوبات فيه..
ما هي الجريمة التي ارتكبتموها لتنالوا هذه العقوبة ؟
في العام 1998 أثناء مشاركة نادي الشرطة في بطولة كاس الكؤوس الآسيوية وضمن الدور ربع النهائي للبطولة التقى فريقنا مع كوبتداج التركمنستاني في عشق آباد وخسرنا المباراة بأربعة أهداف نظيفة ، وبعد عودة الفريق إلى بغداد تعرضت أنا وزميلي محمود مجيد إلى الاعتقال والتعذيب لمدة شهر في معتقل الرضوانية على غرار السياسة التي كان يتبعها المقبور مع الرياضيين الذين يخفقون في تحقيق النتائج التي ينتظرها.
انت وحبيب جعفر لم تحظيا بما حصل عليه من أتى خلفكم ما السبب ؟
لم نحصل على الميزات التي حصل عليها البعض ممن عاصرونا بسبب اننا لا نعرف التملق والرياء والتودد المصطنع كما فعل أغلب لاعبي جيلنا ان لم اقل كل الأجيال ، فأنا والحمد لله لا احتاج مكرمة او ثناء أو حتى منصب ووجودي مع اسرتي هنا بالنرويج هو سر سعادتي وراحتي بعيدا عن معمعة النفاق ، طالما هناك أناس لا تقدر ولا تحترم الأسماء والنجوم لأنهم ببساطة لا يملكون تاريخا ولا يفقهون بكرة القدم وهنا أقصد أولئك الذين كانوا يملكون القرار..
أصعب قرار اتخذته ، وهل صادف أن ندمت على قرار اتخذته على عجالة ؟
أصعب قرار اتخذته رياضيا هو الاعتزال ، وشخصيا مغادرتي العراق بلدي الذي ولدت فيه ولي فيه ذكريات جميلة مع أهلي وأصدقائي الأعزاء ، علما اني لم أندم على أي قرار اتخذته بحياتي ..
لماذا فضلت مغادرة العراق ؟
فضلت مغادرة العراق لأني لا استطيع نسيان التعذيب والضرب الذي تعرضت له يوم كنت لاعبا بسبب خسارتنا لمباراة .
حلم حاولت تحقيقه لكن الظروف لم تسعفك لتذهب أحلامك أدراج الرياح ؟
الحلم الذي لم أحققه بحياتي هو الاحتراف في أوروبا بعدما كنت قريبا من تحقيقه لولا تعنت المسؤولين على الرياضة آنذاك ...
لم نرك في نادي الشرطة كما لم نر أقرانك ممن خدموا النادي مالسبب ؟
انا عملت مع نادي الشرطة لفترة وجيزة ، لكني عدت للنرويج ولم أكمل عملي معه بسبب تولي إدارات الأندية من قبل أشخاص ليسوا اختصاص كرة قدم ، ولذلك باتت الفجوة كبيرة بين من لعب وفهم كرة القدم وبين من يديرها اليوم .
كيف ترى كرة الشرطة اليوم ؟
كرة الشرطة اليوم قوية محليا وهشة آسيويا بسبب ظروف كثيرة وسوء تدبير وعدم وجود التخطيط السليم ولذلك نرى الفريق متذبذبا دائما خارجيا...
تناوبت عدة هيئات ادارية عليه من تراها الافضل ولماذا ؟
إدارة نادي الشرطة الحالية فيها أشخاص بقمة الأخلاق والطيبة لكنهم قليلو الخبرة في كرة القدم ، والانجاز أحيانا يتحقق بسبب وجود نخبة من ألمع وأفضل اللاعبين مع وجود إمكانيات مالية كبيرة ومدربين على مستوى عال فيتحقق الانتصار بالدوري ، لذلك أقول وبتجرد ان الإدارة نجحت بأمر لكنها فشلت بإمور كثيرة ..
كيف تنظر لكرة العراق اليوم ؟
كرة العراق لن تتحرك شبرا نحو النهوض في ظل وجود هؤلاء الذين جثموا عليها وجعلوها واقفة بمكانها من دون أي تطور ملموس.
لمن يدين سعد قيس بالفضل ؟
الفضل لله أولا ومن ثم للمرحوم والدي الذي كان سببا مباشرا بنجوميتي ، أما على المستوى الرياضي فالكابتن محمد طبرة هو عراب سعد قيس ..
لمن أسديت نصيحة وعرفان ؟ ومن هو الذي واجهك بنكران ؟
أسديت النصيحة لكل لاعب شاب بمقتبل العمر آنذاك ، أما موضوع النكران وان حدث فلم يزعجني أو يسبب لي ألما كون هذا التصرف يعكس لي تربية وأخلاق ذلك الإنسان ويكشف لي حقيقته وبدون ذكر الأسماء لأني لا أريد ان أزعل أحد.
هل انت راض عن نفسك ؟
الكمال لله فقط وانا استطيع القول بأني في مرحلة ما لم أكن راضيا عن نفسي بسبب قلة الخبرة وسوء التقدير لبعض الامور ..
هل ندمت على مزاولة كرة القدم ؟
لم أندم على مزاولتي كرة القدم لأنها عشقي وحلم طفولتي ..
ماذا أعطتك الكرة ؟ ماذا أخذت منك ؟
الكرة أعطتني حب الناس وهو كنز ونعمة من الله وهذا أهم شيء بحياتي ، لكنها أخذت مني الكثير وبالأخص عندما أتعرض للإصابات والألم والمعاناة ..
لو لم تكن لاعبا ماذا تحب ان تكون ؟
لم أر نفسي غير لاعب كرة قدم لأني تمنيت ان أكون لاعب كرة وأصبح نجما يحبني الكثير من الناس والحمد لله تحقق لي ما تمنيته .
لم يخلفك أحد أبنائك لماذا ؟
نعم لم يخلفني أحد من أولادي لا أعرف ربما الظروف جعلتهم بعيدين عن معشوقتي الساحرة المستديرة لكني متأسف جدا لذلك.
أجمل خبر سمعته وأجمل ذكرى ما زالت عالقة بمخيلتك ؟
دائما تتصدر أخبار ولادة أبنائي أجمل الأخبار والذكريات على المستوى الشخصي ، بينما تبقى ذكرى حصولي على لقب أفضل لاعب في العراق موسم 91 هي الأقرب لنفسي رغم كثرة الذكريات الجميلة بحياتي...
أتعس خبر سمعته أو ذكرى مؤلمة ما زالت تثير غضبك عندما تتذكرها ؟
أتعس الأخبار سمعتها بحياتي هي وفاة والدي ووالدتي وأنا في الغربة ، بينما تبقى الإصابة اللعينة هي الذكرى المؤلمة والمحزنة بحياتي كونها كانت تحرمني من اللعب والمشاركة مع المنتخب أو النادي .
ماذا تعني لك الأسماء التالية ؟
عدنان درجال – نجم لن يتكرر بكل الأجيال ووجوده اليوم هو عودة الروح للكرة العراقية.
أحمد راضي - هدّاف القرن وساحر الكرة العراقية..
حبيب جعفر - عملة نادرة وهرم كبير ..
شرار حيدر – صديق عزيز.
رياض عبد العباس – أتمنى له التوفيق.
نادي الشرطة – بيتي الثاني .
نادي الرشيد - المكان الذي شهد بروزي عربيا وآسيويا.
أجمل ألقابك ؟
مارادونا العراق اللقب الذي أطلقه لي جمهور الشرطة الوفي والذي آزرني منذ صباي حتى اعتزالي الكرة ، وما زال حتى يومنا هذا يتواصل معي وتربطني علاقات وطيدة به فهذا الجمهور هو رأسمالي وهو الشيء الجميل الذي كسبته من مزاولتي كرة القدم.