علي رياح
لنْ يستقيمَ للكرة العراقية وضعٌ ، ولن يقرّ لبنيتها التنظيمية قرار ، ما لم يكن النظام الداخلي لاتحاد الكرة هدفا لكل مشروع للتعديل أو التحوير أو الإصلاح!
هذا النظام الذي يُكرّس الهيمنة والاستحواذ والسيطرة على مقدرات الاتحاد وبالتالي كل مفاصل العمل ، هو الذي يكمن وراء هذا التردّي العجيب الذي تعيشه اللعبة .. الشكل الظاهر للنظام يوحي بتحقيق أكبر قدر من العدالة في الاختيار ، وفي الانتخاب ، وفي العمل ، لكن المضمون – لمن يقرأ كثيرا من المواد قراءة متأنية – لا يحمل أية بادرة للتغيير بمرور الوقت ، وهو بهذا المعنى ليس سوى حزمة من الأوراق لا تسعى إلا لتكريس الهيمنة لدى قلة محدودة ، بينما لا ينوب القواعد الأساسية للعبة غير التهميش!
حين كانت اللمسات الأخيرة توضع على هذا النظام قبل سنوات ، اطلعت على المسوّدة التي تمّ العبث فيها لاحقا لدى إرسالها إلى الفيفا ، وقلت لرئيس الاتحاد المستقيل عبد الخالق مسعود إن هذا النظام لن يكون طيّ الكتمان كل الوقت ، وإذا كانت الهيئة العامة غافلة عمّا يحتويه من مواد تكرّس هيمنة القلة وتستبعد أية مشاركة حقيقية للقطاع الأوسع من أهل اللعبة ، لم أجد ردا وافيا أو شافيا .. وكان رأيي في النهاية أن هنالك الكثير من الكفاءات الكروية ستكتشف في يوم قريب كل مواطن الخلل في هذا النظام ، وهذا ما حصل في خاتمة المطاف ، لنقف اليوم على أعتاب تغيير كروي نتمناه منصفا ويلبّي الطموح..
أما إذا ذهبت إلى أكثر المواد أو الفقرات التي تهزأ بالكفاءات الكروية عندنا ، فبينها ، وفي صدارتها ما يتعلق باللجان العاملة في الاتحاد ، وهي – بالطبع – المحرك والدافع لكل نشاط على كل صعيد إداري أو تدريبي أو تحكيمي أو تنظيمي .. ففي النظام المثير للجدل والعجب هذا هيمنة مطلقة لمجلس إدارة الاتحاد على كل الأنشطة ولكل اللجان ، بحكم أن رئيس ونائب رئيس كل لجنة لا بدّ أن يكون من نسيج مجلس إدارة الاتحاد ، ولا يبقى للأعضاء الآخرين الذين يتم إشراكهم في العمل ، غير نصيب الاستماع والموافقة على ما يقوله الرئيس ونائب الرئيس في كل مرة!
طبقا لهذه الرؤية التي تتيح للاتحاد التحكم الكامل بكل توجه أو عمل أو قرار ، لا نجد حضورا فعليا للكثير من الطاقات المُعطلة داخل اللجان ومعها أعداد مضاعفة من الكفاءات التي لم تنل حظها من العمل أصلا وبقيت أسيرة الابتعاد أو الإبعاد!
جزئية (الرئيس ونائب الرئيس) ، في تقديري ، جزء من العبث التنظيمي الذي عانته اللعبة .. ولكي يثبت الاتحاد المقبل أنه جاء للتغيير بقصد الإنصاف ، فإن عليه العمل انطلاقا من هذه الجزئية ، ليمنحنا – عندها – شعورا بالأمل في التغيير!
ولكي يثبت الاتحاد المقبل أنه جاء للتغيير بقصد الإنصاف ، فإن عليه العمل انطلاقا من هذه الجزئية ، ليمنحنا – عندها – شعورا بالأمل في التغيير!