فالح حسن ... رائد الشجن وعرابه الأول

الصفحة الاخيرة 2020/03/01
...

بغداد / نورا خالد 
تصوير / نهاد العزاوي 
احتفت جمعية الثقافة للجميع مساء امس الاول السبت برائد الشجن وعرابه الاول ومؤرخ شهقات العشاق عازف الكمان فالح حسن وسط حضور جماهيري كبير .
عرف عن حسن المامه بجميع اطوار غناء الابوذية وخاصة مقامي البيات والصبا، اذ يعتبره المطربون الريفيون صاحب مدرسة مهمة في العزف المنفرد، جاعلاً من  الكمان الآلة الرئيسة في غناء المواويل، بروح إبداعية حساسة.
مقدمة الفعالية التشكيلية بشرى سميسم  وصفت المحتفى به "كأنه خلق والكمان على كتفه يتعرش مع اوردته وشرايينه ويستمد من نسغ روحه هديل اوتاره العذبة، فهو يعزف بزفير حراق على وتر من اسى".
ولد  عازف الكمان الاشهر في بغداد العام 1943، ودخل معهد الامل للمكفوفين وكان يعاني من ضعف كبير في بصره وتخرج منه عام 1958 .
كان عزفه الاول على الايقاع ثم اتجه للكمان وعزف بعمر مبكر خلف المطرب سلمان المنكوب الذي اطلق عليه لقب " شيطان الكمان" ، ومن خلال مرافقته له جال في مناطق العراق كافة وتعلم اطوار الغناء الريفي، كما عمل فترة في فرقة "عيسى حويلة" مع بنات الريف وكان لوالده علاقة صداقة مع المطرب حضيري ابو عزيز، فبدأ معه منذ عام 1959 في برنامج "ركن الريف" وفي عام 1964 تعرف على ياس  خضر الذي كان يعمل حينها في مستشفى الباب المعظم ولحن له اغنيته الاولى "تواعدنه وعلى الموعد اجينه" وهو من عرفه على الملحن طالب القره غولي. 
المشارك في ادارة الجلسة الناقد الفني للزميل سامر المشعل بدأ حديثه "ونحن نقيم جلستنا المحفوفة بمخاوف الاصابة بفايروس كورونا. اتذكر الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف في سفينة تايتنك وهي تغرق في لحظات ...  الخوف تهزمه الموسيقى".
واضاف المشعل" فالح حسن الغائب عن الساحة الفنية والحاضر في الذاكرة الابداعية عند العراقيين. بعد رحلة طويلة لاكثر من نصف قرن صال وجال فيها كل المحافظات العراقية وامتع الناس وعزف مع اغلب المطربين الرواد، بدءاً من حضيري ابو عزيز وانتهاء برعد الناصري، اكد فيها روحيته العراقية بالعزف وهويته الفنية دون ان ينجر لتقليد المدرسة التركية او المصرية.. حتى ان الملحن المصري سيد مكاوي عندما سمعه في الكويت بجلسة خاصة قال ( مين معانا.  دا أصبع عراقي ) ثم تعرف عليه وعزف معه بالاضافة الى عدد من الفنانين العرب منهم سميرة توفيق وميادة الحناوي وسميرة سعيد".
العام 1985 فقد حسن بصره تماماً بسبب مرض انفصال الشبكية وسافر الى لندن من دون فائدة ومنذ ذلك التاريخ انزوى تماماً وغابت عنه الاضواء وكانت اخر مشاركاته مع المطرب الريفي رعد الناصري العام 1988 في اول شريط له.
تخلل الفعالية التي تفاعل الجمهور معها بشكل كبير عدد من المعزوفات التي اداها المحتفى به لاطوار المحمداوي والغافلي والعياش ولاقت استحسان الحضور مصفقاً ومؤدياً للاغاني، اضافة الى عزفه للعديد من المقامات حسب رغبة الجمهور متطرقاً للالوان الغنائية لكل مطرب مثل سيد محمد ورياض احمد وداخل حسن ومدلل عامر. 
وختمت التشكيلية بشرى سميسم الفعالية بمقولة المنكوب الشهيرة " دك يفالح" .. ففي العمر متسع كبير للخسارات والخيبات وما زلنا نحتاج لهذا الكمان النائح".