بغداد / الصباح
ضمن برنامجه الثقافي أقام قسم الترجمة في كلية الآداب بالجامعة المستنصرية ندوة نقدية استضاف فيها الأستاذة الدكتورة نادية هناوي. وقد قدمت فيها محاضرة بعنوان (الأجناس الأدبية العابرة) وهو موضوع كتابها الجديد (نحو نظرية عابرة للاجناس) الصادر في عمان بالأردن مطلع هذا العام. وقد حضرت الندوة رئيسة قسم الترجمة وأساتذة أقسام الترجمة واللغة الانجليزية واللغة الفرنسية وعدد من الضيوف من الأدباء والنقاد.
استهلت الدكتورة هناوي الندوة بالحديث عن الأجناس الأدبية بوصفها هي حياة الأدب نفسه، وأن أشكالية التجنيس في نقدنا المعاصر والراهن تتأتى من ارتكان النقد إلى قوالب ذات سمات نتقوقع على مواضعاتها ولا نحيد عنها وهو ما يغدو مع مرور الزمن غير مقبول على النحو نفسه الذي كان في مراحل نقدية سابقة أرسطية وما بعد أرسطية..
ثم تحدثت د.هناوي عن ملابسات التجنيس الأدبي وآفاق تعارضاته وصور تضاداته التي أدلى بها منظرو الأجناس، متسائلة عن السبب الذي يجعل الجنس الواحد متجدداً وهو يندمج بجنس آخر غيره أو وهو يهضم نوعاً أو جنساً ليحتويه ويهيمن عليه؟، وأي الاعتبارات تكون معتمدة في عمليتي التداخل والجمع؟، وما غايات هذا الجمع وما دلالات ذلك التداخل؟، أهو قصور الجنس الواحد عن استيعاب ما يراد التعبير عنه وتمثيله أم هو مجرد تزيين شكلي يراد به المغالبة والمفاخرة حسب؟، وأي الاجناس تكون المراهنة على دمجها بأخرى هي الأكثر
نفعاً؟،
وانتقلت الدكتورة هناوي من هذه الاسئلة وغيرها إلى الكيفية التي بها اجترحت نظريتها (نظرية العبور الاجناسيTransient Genres Theory) ومقتضيات هذا الاجتراح ومواضعاته وأطره، مؤكدة أن مطلبها من وراء ذلك هو فك الاشتباك النظري حول بعض التصورات والادعاءات التي تنقسم فيما بينها حول مسائل موت الاجناس واستيلادها وجدوى الخوض في معطيات تداخلها والتهجين فيما بينها، محددة الاجناس العابرة بأربعة وهي الرواية والقصة القصيرة وقصيدة النثر والمقالة. كما أشارت إلى أن تفصيلات هذه النظرية حواها كتابها (نحو نظرية عابرة للاجناس) على منحى مستحدث فيه العبور هو بمثابة تطوير لتداخل الأجناس وتجسير الهوة الواقعة في مفترق نظريات طال الخلاف حولها كخصوصيات وملابسات وأنظمة وسياقاتٍ وتمثيلات وأبعاد واستراتيجيات، وبما يجعل التقنين مرافقًا الإبداع كإحدى علامات الاستقرار في الابتكار والرسوخ في التجريب. ومما قالته د.هناوي: "إن بالعبور الاجناسي تنتفي حيرة المبدع والمتلقي وتتاح للعملية الإبداعية ممكنات جديدة لم تتحها من قبل نظرية الأنواع ولا نظرية الأجناس ولا التداخل الاجناسي. ومثلما أن الأدب يتغير بتغير أحوال المجتمع، تتغير أجناسه وتتطور بحسب تلك
التغيرات".
وفي نهاية المحاضرة تداخل بعض الأساتذة بطرح تساؤلات واستفسارات لها علاقة بالمصطلح والتمثيلات والمرجعيات، وقد أجابت الدكتورة نادية هناوي عن هذه التساؤلات باستفاضة مما أغنى المحاضرة وأكد تفاعل الحضور
معها.