تدابير لبنانية صارمة لمواجهة «كورونا»

الرياضة 2020/03/01
...

  بيروت / جبار عودة الخطاط
 

 في وقتٍ يعيش فيه العالم حالة تأهب قصوى للحيلولة دون وقوع المزيد من الاصابات بالفيروس المنتشر «كورونا « ووسط تعاون دولي للحد من السفر واجراءات احترازية اخرى، اتخذت الدول العربية والاسلامية كغيرها من الدول عدداً من الاجراءات الاحترازية ايضا، إذ اعلن لبنان جملة اجراءات صارمة لمواجهة الفيروس، في وقت رجح الامين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط تأجيل انعقاد القمة العربية المقررة في الجزائر.
وقال ابو الغيط في  مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الجزائري صبري بو قادوم: إنه قد يتم تأجيل موعد القمة المقرر انعقادها أواخر آذار الجاري، وأن الموعد الجديد لا يمكن أن يتعدى منتصف حزيران المقبل.
من جهته، قال بوقادوم: إن «الظروف العالمية، وبالأخص الصحية المتعلقة بفيروس كورونا، تستدعي التحضير الجيد لإنجاح الموعد»، لافتا إلى أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي ستؤول إليه رئاسة القمة، سيحدد تاريخ انعقادها بالتنسيق مع الأمانة العامة للجامعة العربية. 

 إجراءات لبنانية
اما في العاصمة اللبنانية بيروت فقد صرح احد سكانها: «لم يبق لنا من المصائب سوى الكرونا»، هذا ما قاله لـ «الصباح» أحد اللبنانيين الذين اعتصموا  أمام وزارة الصحة في بيروت احتجاجاً على ما أسموه (استهتار الدولة بصحة الناس وعدم اتخاذها الإجراءات الصارمة لمواجهة وباء الكرونا) بينما قالت امرأة خمسينية: «الكرونا الحقيقية هؤلاء الساسة الذين سرقوا البلد والآن يستهترون بصحتنا».. اللبنانيون رغم وجعهم اليومي المثقل بالصعاب المعيشية الخانقة ورغم محاصرتهم بالعديد من الأزمات بات هاجسهم الأكبر اليوم هو فيروس كورونا في ظل الهستيريا التي اجتاحت الشارع بفعل ازدياد الإصابات فضلاً عما تشهده مواقع التواصل الاجتماعي من حالاتٍ، الكثير منها مبالغ فيه. 
 
جهود الوزارة
وزارة الصحة اللبنانية بدورها شمرت عن سواعد الجد وقامت بالكثير من التدابير التي من شأنها تطويق هذا الفيروس والحفاظ على صحة المواطنين.. وقال مصدر في الوزارة لـ «الصباح»: ندعو وسائل الإعلام لعدم  التهويل في هذا الجانب وأن إجراءات الوزارة جادة والسيد الوزير وخلية الأزمة الخاصة بذلك في متابعة دائمة وأن لا إصابات جديدة سوى الحالات الأربع التي أعلن عنها» مضيفاً» ان هناك موجزا يوميا يصدر عن مستشفى رفيق الحريري عن مستجدات هذا الفيروس في لبنان والوزارة تتعاطى بمنتهى الشفافية مع الموضوع وتبقى مسألة الوقاية خير من العلاج»
المصدر أوضح أن» المستشفيات اللبنانية أقامت خلال الأيام الماضية  دورات تدريبية لموظفيها، لتبيان سبل مواجهة الفيروس وكيفية التعاطي الصحيح مع الحالات المرضية التي  يُشتبه بإصابتها بالكورونا». مشددا على أن «كل الموظفين في قسم الطوارئ يرتدون الكمامات والقفازات، لأنهم على تماس مباشر مع المرضى الذين يدخلون الى المستشفى، وهم الجهة الأولى التي تحتك بالمريض» وعن الإجراءات المتبعة مع المريض؟ أجاب المصدر «حين يدخل مريض الى الطوارئ ولديه عوارض  تشبه عوارض الرشح والانفلونزا والكورونا يتم فوراً  وضعه في غرفة مستقلة منفصلة عن باقي الغرف والأقسام حيث يتم تسجيل معدلات مؤشراته الحيوية، بعدها يباشر أحد الممرضين الاستفسار منه من خلال جملة أسئلة مثل: «اذا كان قد عاد من السفر خلال أسبوعين  من إحدى الدول التي دخلها الوباء، او لديه أقارب  عادوا من السفر من هذه الدول، او اذا كان على احتكاك مع أي شخص يعمل بمؤسسة صحية سجّلت حالة إصابة بفيروس كورونا»، مشيراً «ومن خلال الخلاصة التي يتم التوصل اليها عبر إجاباته يتم التواصل فورا مع ​مستشفى رفيق الحريري الحكومي​ ببيروت إن استدعى الأمر، والمستشفى المذكور يختص وحده بفحص المشتبه بإصابتهم بالفيروس فيرسل فريقا مختصا لنقل المشتبه بإصابته”.  ويضيف” بعد وصول المشتبه بإصابته بالكورونا الى مستشفى رفيق الحريري وإجراء الفحوصات اللازمة له، يتم إبلاغ المستشفى الذي أرسله بالنتيجة”.
وختم المصدر تأكيده أن “الطواقم الطبية والتمريضية تعمل بوعي وإخلاص في هذا المجال”.
 
تعطيل الدوام
الى ذلك تقرر إقفال المؤسسات التعليمية جراء فيروس كورونا... وقد اعلنت وزارة التربية اللبنانية امس أن الدوام يتم تعليقه في الجامعات والمدارس اعتباراً من السبت 29 شباط وحتى اليوم الثامن من آذار الجاري.  وجاء في بيان الوزارة: حرصًا على صحة التلاميذ والطلاب وأهاليهم وبعد التشاور مع وزير الصحة العامة حمد حسن وكإجراء احترازي، يطلب معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور طارق المجذوب من كل المؤسسات التعليمية من رياض اطفال ومدارس وثانويات ومعاهد مهنية وجامعات الإقفال ابتداء من صباح السبت الواقع فيه 29 شباط 2020 حتى مساء الاحد الواقع فيه 8 آذار 2020 على ان تتابع بعدها المستجدات الصحية ليبنى على الشيء مقتضاه. بالوعي والتعاون نستطيع تجاوز كل الأزمات.”
كما قامت السلطات اللبنانية بحظر النقل، جواً وبراً وبحراً، لجميع الأشخاص القادمين من الدول التي يتفشى فيها فيروس “كورونا” الجديد على أن يُستثنى من ذلك اللبنانيون فقط والأجانب المقيمون في لبنان، وسط مخاوف من تزايد الإصابات بفيروس كورونا، وتحذيرات من عدم توافر الإمكانيات، في حال انتشر الوباء.
تدابير الوقاية
من جانبه اكد الدكتور أحمد عودي الاختصاص بالأمراض التنفسية في حديث لـ”الصباح” أن “فيروس كورونا يمكن التعامل معه اليوم من خلال العمل على تعزيز جهاز المناعة وعدم إغفال تدابير الوقاية” وشدد عودي بأن “ نسبة الشفاء من الفيروس الآن وكما تفيد المعطيات العلمية في كل الدول التي وصلها الفيروس لا تقل عن ثمانين بالمئة والمصاب بفيروس كورونا​ بإمكانه أن يتعافى منه تماما في غضون 20 يوما منذ ظهور أعراضه، كما أفادت الصحة العالمية” وجوابا عن سؤال “الصباح” إن كان بإمكان المريض مغادرة المستشفى بعد ذلك؟.. أجاب عودي  “وفقا لتوصيات الصحة العالمية السريرية بإمكان   المريض مغادرة المستشفى بعد الحصول على نتيجتين سلبيتين متتاليتين لاختبار الفيروس وبعد هاتين النتيجتين يعد المريض متعافيا، ويتم إجراؤهما بفارق 24 ساعة” 
 
مستشفيات العزل
هذا وحصلت “الصباح” على معلومات تفيد  بأن وزارة الصحة اللبنانية وتحسباً من الآن لاحتمالية تزايد عدد المصابين ولرفع الزخم الذي قد يقع على مستشفى رفيق الحريري فإنها تدرس العمل على تخصيص مُستشفيات أخرى للعزل وهذه المستشفيات لم يتم افتتاحها لظروف معينة، كمُستشفى مشغرة الحكومي في البقاع، والمُستشفى التركي في صيدا. 
وتسعى الوزارة  ومن خلفها خلية الأزمة الوزارية إلى تكثيف جهودها على تحديد المُستشفيات، “تحسّباً للأزمة التي قد تشتدّ في الأيام المُقبلة مع ارتفاع أعداد المُصابين بفيروس كورونا”.
بلدية برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت أعلنت مطلع الاسبوع الجاري إقفال حسينية الوقف - مبنى البلدية لحين انتهاء موجة انتشار فيروس كورونا.
وجاء في بيان لها بهذا الخصوص: “في ظل الظروف الصحية الطارئة التي يعيشها العالم بخصوص فيروس كورونا المستجد، والذي ينتشر بسرعة من مصاب به الى الاخرين، وحرصا على الصحة والسلامة العامة، نحيط اهلنا الكرام في برج البراجنة علما بإقفال حسينية الوقف - مبنى البلدية الى إشعار آخر، لحين انتهاء موجة انتشار هذا الفيروس”. وطلبت البلدية من الاهالي “اتخاذ الاجراءات اللازمة كافة للوقاية من هذا الفيروس”.
 
حظر سفر السعوديين
اما عن سفارة المملكة العربية ​السعودية​ فقد طلبت الاخيرة  في بيان لها من السعوديين عدم السفر الى لبنان في الوقت الحاضر مؤكدة أنه “انطلاقا من حرص سفارة السعودية لدى ​الجمهورية​ اللبنانية على سلامة المواطنين السعوديين من انتقال عدوى ​فيروس كورونا​ الجديد والمنتشر في دول عديدة، تأمل ​السفارة​ من المواطنين السعوديين تأجيل خطط السفر غير الضرورية للجمهورية اللبنانية، وتهيب بالمواطنين السعوديين في لبنان اتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الاماكن المزدحمة، واتباع الاجراءات الصحية المعلنة للوقاية من الاصابة بهذا الفيروس، وعدم التردد بالاتصال في السفارة لطلب المساعدة عند الحاجة
 
أربع إصابات
وكان لبنان قد سجل الاسبوع الماضي رابع حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وهي الآن قيد  العزل في مستشفى رفيق الحريري الجامعي لتلقي العلاج اللازم.
وقال مستشفى رفيق الحريري الجامعي في تقريره: “تم تشخيص حالة جديدة من الجالية السورية مصابة بالفيروس”.
وأضاف التقرير أن “وضع أول حالتين للمصابتين بفيروس كورونا المستجد مستقر، وهما في وحدة العزل وتتلقيان العلاج اللازم، بينما يعاني المريض المسن، الذي تم تشخيصه بالأمس، وهو من الجالية الإيرانية، من أمراض مزمنة، وحالته غير مستقرة وهو يخضع
 للعلاج”. بدوره، أعلن رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، خلال جلسة مجلس الوزراء، أن التدابير المتخذة لمواجهة “كورونا” “جيدة، ولكن سيتم رفع مستوى التأهب والتشدد في تنفيذ الإجراءات” لمواجهة الفيروس، خصوصاً بالنسبة للوافدين إلى لبنان أو اللبنانيين العائدين”.