الصباح/ رشا عباس
"التقبيل ممنوع، والمصافحة تكفي" قرار أصدره رئيس عشيرة البوجياش (إحدى عشائر محافظة المثنى) يتضمن إلغاء عادة التقبيل أثناء السلام بالمناسبات والجلسات العشائريَّة والاكتفاء بالمصافحة، موجهاً بضرورة وضع الكمامات وارتداء القفازات في التجمعات كإجراء احترازي ووقائي من الإصابة بفيروس "كورونا"، فضلاً عن الحملات التثقيفيَّة والتوعويَّة التي أطلقت لمعرفة أعراض المرض، والوقاية منه من قبل إطباء المحافظة.
"المبادرة جاءت بعد انتشار خبر تواجد هذا المرض في العراق، إذ عمل الشيخ راجح أبو عبد الرحمن على اتخاذ بعض الإجراءات التي تهدف الى المحافظة على سلامة أبناء عشيرته والحد من تفشي هذا المرض بينهم من ناحية، وإدخال الأمور الصحيَّة والبرامج التوعويَّة الى تلك المجالس من ناحية أخرى". بحسب إياد كاظم الجياش أحد أبناء العشيرة.
واضاف: "هكذا قرار يصدرُ من مجتمع عشائري يشكلُ أهمية كبيرة ويرسل رسالة مفادها أنَّ رؤساء العشائر هم قادة يتمتعون بوعي وثقافة عالية في تولي مسؤوليات عديدة ليس على مستوى حل النزاعات فحسب، إنما قرارات تتعلق بالصحة والسياسة والأمور الاجتماعيَّة التي من شأنها أنْ تدفع بعجلة البلاد الى الأمام".
التوعية لم تكن على مستوى ارتداء الكمامات والحملات التثقيفيَّة بل ذهبت الى إرشادات صحيَّة تختصُ بتناول بعض العقاقير والفاكهة التي تحتوي على فيتامينات وتعزز المناعة لدى الإنسان في مواجهة الفيروس، فضلاً عن نصائح تتعلق بشرب القهوة والشاي بالأكواب ذات الاستعمال الواحد بالمضايف أو الجلسات العشائريَّة.
الدكتور جبار مهوس الجياش (اختصاص أمراض باطنية في دائرة صحة المثنى) قال لـ" الصباح": "ألقيت العديد من المحاضرات التوعويَّة والصحيَّة التي من شأنها أنْ تعرف المجتمع العشائري بخطورة المرض وأهم الأعراض، مركزاً على طرق الوقاية منه أهمها الابتعاد عن التجمعات والتأكيد على النظافة".
مبيناً أنَّ "المبادرة فريدة من نوعها ويجب الاحتذاء بها كونها استطاعت أنْ تكون حلقة وصل بين الأطباء والناس البسطاء".
وختم الجياش حديثه بالقول: "مهمة المحافظة على سلامة الإنسان تقعُ على عاتق الجميع.. كل شخص يعملُ حسب مهنته ووظيفته لمواجهة هذا الفيروس الذي شغل العالم".