صدر حديثاً عن دار أفاتار للطباعة والنشر كتاب بعنوان «لا أشتهي همس السؤال» للشاعر وليد حسين، ضم الكتاب ثلاثين قصيدة ومن عناوينها “حديث الروح، يحين غيابك الآتي، أرمم نفسي، كأني بظل الأمس، سليني عن الماضي، وجاهد أن يكون، ويكاد يعتصر السنين، لا عيد لنا، متى يبلغ الخمسين، ولنا عيون تتربص”.
وفي قصيدة « فليرحم الله روحا» يقول الشاعر: (وما انْتَبَهتُ الى صوتٍ يُحفّزني/ أنِ امْنحِ الفجرَ تَسْلِيماً وقدّاسا/ لم يبقَ إلّا نبيٌّ بين أزمنتي/أزرى به الخلْقُ تلميحا وإيلاسا/ كأنّ معدنَهُ أثرى بتربتهِ/ ولم يَنَلْ من شحوبِ الأرضِ أكداسا/ يَسْتَدرجُ الصمتَ في جِلبابِ غربتهِ/ ولا يضيقُ بربٍّ كُلّما واسَى/ ياغربة الروحِ قد أمضتْ بقافلةٍ/ تلك العَشِيّاتُ تذكيراً وإيناسا/ خلفَ الحكايا مناخاتٌ وأحجيةٌ/ يَستأنِسُ الليل لو راعيتَ جُلّاسا / يا ويح نفسي إذا ما مسَّها شغفٌ/ كانت تنوءُ وما أشهرتُ أعْرَاسا/ ماغادرتني ولكن دون ضحكتِها/ قد أضرمتْ في منايا الروحِ أقباسا/ لي بعضُ شكٍ وأوقاتٌ تلازمني إذا تبرّمَ قالوا : بئس ما قاسى/ فلو تكشّفَ وجهٌ خلفَ بهجتِهِم/ كانوا بلا ذِمَمٍ ما أكثَرَ النّاسا/ يستنزفون مِنَ الأيّام رونقَها/ ويمنعون رغيفاً جاسَ إحساسا/ بي غدرُ رمحٍ
ألَا من ثارَ يطلبنا إنّا نجرُّ بذاكَ الطعنِ أجْنَاسا/ ويستغيثُ بنا
لو حلّ بينهمُ/ سفرٌ أبان عظيمَ الشأنِ مِتْراسا/ يستعظمُ القدرَ المكتوبَ ممتلئاً/ وكان ذا نَزَغٍ ما ودّعَ الكَاسَا/ ولا يميلُ الى أدنى أرومتهِ/ شتّان إنْ طفحتْ سكراً وأَدْناسا/ إنْ جاشَ يوما فما فاضتْ
مروءتُهُ/ سعياً الى هامشٍ يستبطنُ الماسا/ ما زال صبري على حافاتِ أوديةٍ/ روضاً بساقيةٍ قد جدّ أنفاسا/ فليرحمِ الله روحا لا يؤخّرها/ عمّا يحفّزها ما أطيبَ الآسا).
وفي قصيدة «يا سيد الصبر الجميل» يقول الشاعر: (دعني أرى بلحاظِ عينيَ مُنْعِما/ أنْدَى بصبرِكَ يومَ غَرْسٍ بُرْعُما/ ومحطةً للعابرينَ الى غدٍ هامُوا بذاكرةٍ /تُصِيبُ ببعضِ ما/ وتلينُ رَغْم الجَوْرِ منذُ هوادةٍ/ مُسْتغرقاً في الصفحِ حتّى أُتْخِما/ يا سيّدَ الصبرِ الجميلِ/ وما رعوا حَقّاً/ إذا جَحَدوا بِدِيْنِك مُسْلِما/ جعلوك ندّاً يا طراوةَ سعيِهِم/ ورأوك حَدْساً قد يُهدّدَ أبْكما/ ويَمُورُ في فَوْديك مَحْضُ إرادةٍ/ يَجْتثُّ آثارَ التهافتِ في الدُمَى/ حتّى بَلَغْتَ وكنتَ قاسِمَ جنّةٍ/ غنّاءَ ما قَطَعتْ بدربِك مَنْسما).
ويذكر أنّ وليد حسين شاعر وإعلامي من مواليد 1960، حاصل على بكالوريوس في الشريعة والعلوم الإسلامية له العدد من الاصدارات منها: « لهفي على زمن تباعد، ظلي هناك، صدى لزمن الغربة، أنا لا أرى قبحي، وطن ما بعد الطين، للسندس أطوار، قراءات لنصوص من ضوء الروح والقصيدة، أنثى من النارنج، صيرورة الماء”.
كما وقد حصل على عدة جوائز أدبية منها جائزة “سحر
البيان، جائزة الابداع العربي في الشعر من وزارة الثقافية”.
جاء الكتاب في (198) صفحة من القطع المتوسط.