الحرج والتناقضات

الرياضة 2020/03/04
...

علي النعيمي
هل جربت يوماً أن تديرَ وجهكَ عن التلفاز وتعطيه ظهركَ مساءً وأنت تتابع أحد البرامج الرياضية اليومية أو لحظة مشاهدتك لاستوديوهات التحليل قبل انطلاق مباريات الدوري، لتتأمل جيداً معنى الكلام وتدقق في محتواه الفني بعيداً عن ايماءات المقدمين وحركات الضيوف و شريط الأخبار المتحرك كي لا يشغلك عن ذلك ؟؟..
صدقوني جربوا ذلك..لن تخسروا أي شيء وفوق ذلك ستجدون متعة كبيرة في تحليل الأحاديث التي تقال في شتى القضايا والمحاور الرياضية ومدى قربها من الحقيقة والموضوعية وابتعادها عن المنطق!.
قبل أيام جربت ذلك بنفسي واحصيت جملة من الآراء المتناقضة التي قيلت على عواهنها و وردت فى غير محلها، لاسيما بما يتعلق بدوري الكرة فعلى سبيل المثال، امتدح احدهم نادياً معيناً واثنى عليه كثيراً وقال ان لديه أسلوب لعب واضحا وبصمة أداء قل نظيرها في انديتنا وانه مرعب لبقية المنافسين، بيد انه نسي ان هذا الفريق الذي تغزل به يملك فقط نقطة واحدة من أربع جولات!! وآخر جلس لمدة خمس دقائق يعلل أسباب ابتعاد ناد جماهيري عن مستواه الحقيقي وقد أجزم بأن هذا الفريق ذهب ضحية بسبب تعدد المدارس التدريبية التي مرت على اللاعبين فضلا عن مشكلات تغيير المدربين! وكأنه يوحي للمشاهد بأن هذا النادي اعتاد في كل موسم على جلب دهاقنة علم التدريب في أوروبا، وأساطين التكتيك العالمي بحيث أثرت تلك التغييرات في مستوى الأداء في حين أن إدارة هذا النادي لم تجلب في حياتها أي مدرب أجنبي منذ تأسيسها وليومنا الحالي واعتادت على الاستعانة بالمدرب المحلي ذي الأفكار المحدودة والأساليب المعروفة للجميع فعن أية فلسفة يتحدث!!.
بينما يشكل أحد النقاد الكرويين وبشكل متواصل كلما ظهر على شاشات التلفاز على أداء فريق جماهيري ثانٍ عبر جولاته السابقة، وتساءل لماذا لم يظهر لغاية الآن بصورته الفنية الحقيقية وهو الذي يملك مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني، لكنه التمس شتى الأعذار والمسوغات لناد آخر لديه نفس العدد من لاعبي أسود الرافدين وقد برر سوء المستوى بسبب أرضية الملعب وتوقف مسابقة الدوري قبل أشهر التي يبدو انها فقط أسهمت في تدني الخط البياني لهذا الفريق دون سواه!!.
صدقا نسجل هنا ألف علامة استفهام واستغراب دفعتنا الى ان  نتساءل بحيرة لماذا عندما يجلس البعض في اللقاءات التلفازية يفقد كياسته في تقييم الأمور ويلجأ مباشرة إلى المبالغة والتهويل في تحليل المسببات التي لا تساعده احيانا في لملمة الفكرة وإيصالها الى المتلقي من دون أي تكلف ؟ لماذا هناك من يوهم الجميع بأنه يخاطب نفسه ويداعب فقط ما يجول في خاطره فقط بدلا من الوقوع في منطقة الحرج والتناقضات المتكررة ؟