{مدينة صفيح خضراء} في ساو باولو

الصفحة الاخيرة 2020/03/11
...

  ساو باولو / أ ف ب
 
تضع "مدينة الصفيح الخضراء" في فيلا نوفا إيسبيرانسا البرازيلية نصب أعينها احترام البيئة والإنسان وتسعى إلى الاكتفاء الذاتي من خلال مبدأ التشارك. وتقول ليا دي سوزا بفخر "هنا لدينا الزعتر والحبق والكركم وثلاثة أنواع من النعناع، واللاوندة وقريبا الفراولة" واضعة جردة بالنبتات المزروعة في مدينة الصفيح هذه القريبة من ساو
باولو.
في البستان الكبير، تعطي البرازيلية البالغة 57 عاما تعليمات إلى فتى يحمل عربة مليئة بتربة حمراء خصبة ينبت فيها كل شيء من البابايا إلى الموز والأزهار الملونة.
وتؤكد ليا "لدينا أيضا أنواع كثيرة من الأعشاب الطبية" مشيرة إلى بيت بلاستيكي زاخر بالنبات فضلا عن حوض سماد طبيعي.
في مدينة الصفيح التي انتخبت فيها ليا "زعيمة" منذ عشر سنوات، تتم الاستفادة من كل شيء. في هذا المكان الواقع على بعد ساعة من وسط ساو باولو المكتظة والمطل على غابة ماتا اتلانتيكا، يسود مبدأ الزراعة الدائمة.
إلا ان الورد والأقحوان لا يحولان دون أن تشبه فيلا نوفا إسبيرانسا مدن الصفيح الـ1650 الموجودة في منطقة ساو باولو الكبرى مع أزقة تكثر فيها الحفر ومنازل غير مكتملة وكنباتات متهالكة في الهواء الطلق وأكياس بلاستيك تتطاير.
إلا أن مدينة الصفيح المراعية للبيئة هذه نالت جوائز عدة ولديها صفحة على "فيسبوك". وفي هذا المكان الذي تسكنه 3 آلاف نسمة، بنت "ليا الأمل" كما تسمي، "حلمها".
وتوضح ليا "هذا أقل كلفة ويحفظ الطبيعة" وتتم الاستعانة بمواد معاد تدويرها كذلك. وتروي قائلة "عندما وصلت إلى فيلا نوفا إسبيرانسا لم يكن فيها أي شيء. أما اليوم فلدينا مسرح ومكتبة لحمل الثقافة إلى السكان ومطبخ مشترك وبحيرة يمكن للأطفال السباحة فيها. وهذا البستان الذي يستمر بالتوسع".
يساعد المهندس المدني رودريغو كاليستو، ليا وهو يشير إلى حوض حجارة لتربية أسماك البلطي.
وقبل أن تستهلك هذه الأسماك ستكون مهمتها التهام الذباب. ويوضح المهندس الشاب الذي يعتمد خلال عطلة نهاية الأسبوع على مساعدة نحو ثلاثين متطوعا "هذا الأمر مهم جدا خصوصا لمواجهة حمّى الضنك". لكن النقص في الأموال يعيق الآن عمل مدينة الصفيح حيث واحد من كل خمسة أشخاص عاطل عن العمل. وتوضح ليا أن البلدية كانت "تعطي منحة قدرها 1050 ريالا شهريا (230 دولارا) في مقابل ست ساعات عمل يومية إلا أن هذا الأمر سيتوقف قريبا".وتضيف "سيكون الأمر صعبا لكننا لن نوقف العمل".