رواتب اللاعبين

الرياضة 2020/03/29
...

كاظم الطائي
 
اتفقت معظم أندية العالم ومنها الأكثر شهرة في المعمورة على تخفيض رواتب لاعبيها وملاكاتها الفنيَّة تماشياً مع ما تواجهه من أزمات ماليَّة جراء تحديات (كورونا)، ويدرس الاتحاد الانكليزي تقليص رواتب فرق «البريمير ليغ» الى النصف وسط معارضة الرابطة الاحترافيَّة التي طالبت برقمٍ أقل، في حين حدد الاتحاد الاسباني لكرة القدم نسبة 30 بالمئة بدلاً من المقترح السابق 70 بالمئة وهكذا فعلت الأندية الألمانيَّة والفرنسيَّة وغيرها.
مدرب اتلتيكو مدريد سيميوني الأكثر راتباً في العالم من الملاكات الفنيَّة سيتنازل عن نسبة جيدة من راتبه ضمن خطة التخفيض وستطال الكثير من مشاهير اللعبة إجراءات ماليَّة لتعويض الأندية ما لحق بها من تراجع إجباري لمواردها الماليَّة في الأسابيع المنصرمة على ضوء توقف المباريات والأنشطة وانحسار استثماراتها وسط توقعات باستمرار الحظر لمرحلة أخرى فرضتها قيود الرقابة الصحيَّة لمواجهة وباء كورونا المتفشي في البلدان.
هل تكفي مشاركة الرياضيين ومنهم نجوم الكرة في البرامج التثقيفيَّة والإعلانات التي تدعو الى الالتزام بالتعليمات والمكوث في البيوت واتخاذ بعض المبادرات الإنسانيَّة والتعاون مع الجهات الصحيَّة؟ انتقادٌ لاذعٌ وجهته إحدى المعنيات بالبحوث العلميَّة الطبيَّة في إيطاليا حينما ردت على استفسارات الإعلاميين في بلدها عن دورها في كشف العلاج الناجع لكورونا بالقول إنَّ راتبها لا يزيد على 1800 يورو شهرياً في حين يبلغ راتب لاعب يوفنتوس كريستيانو رونالدو ملايين الدولارات شهرياً وغيره الكثير وهم أولى بتقديم العلاج تبعاً لدخلهم الكبير.
الزميلة جوان الجاف من صحيفة «الصباح» كتبت في صفحتها الشخصيَّة في «الفيسبوك» أنَّ مساهمة الرياضيين في حملات التوعية الصحيَّة فقط لا تكفي وطالبتهم بمد يد العون لمن يحتاج المساعدة واقتطاع نسبة من دخلهم في التخفيف عن كاهل الأسر والتعاون مع بقيَّة الميسورين، وأوضحت أنَّ (خليك بالبيت) التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائيَّة وشارك فيها العديد من نجوم الكرة تعدُّ ضئيلة وبحاجة الى خطوات أكثر واقعيَّة تتناسب والظرف الحالي.
حملات التوعية والتثقيف وبذل لمسات مشكورة هنا وهناك للتضامن مع أصحاب الحاجات الضروريَّة تتطلب إضافات نوعيَّة تدعم الجوانب الإنسانيَّة التي تمرُّ بها شرائح عديدة جراء توقف أعمالها ومنها المهن البسيطة وأصحاب الأعمال الوقتيَّة وندعو الى تأسيس صندوق خيري أول المعنيين به نجومنا من أهل الرياضة عبر استقطاع نسبة من عقودهم لهذا الغرض، فضلاً عن إبداء التعاون من قبل ميسوري الرياضة لرعاية من هم أحوج للمساعدة وإعانتهم في وقتٍ حرجٍ لن يدوم طويلاً إنْ شاء الله.
إنها فكرة نتمنى أنْ تحظى بالاهتمام.. والكرة في ملعب نجوم ملاعبنا وأهل الرياضة والميسورين أليس كذلك؟