لعلَّ .. وعسى؟!

الرياضة 2020/04/01
...

خالد جاسم
 
* الأمم والشعوب التي تفكر وتحلم وتتمنى من أجل كل ما هو جديد ونافع ليست أفضل منا لأنَّ قاسمنا المشترك هو الإنسانيَّة بمعناها الشمولي وتفاصيلها المعروفة, لكنْ يبقى الفارق بيننا وبينهم حاضراً في نوعية فهم الحياة وأسلوب العيش والتعايش مع مفرداتها المختلفة، وفي الرياضة وبقدر ما كانت تمنياتنا وأمنياتنا في كل عامٍ جديدٍ ندخل بداية العد الميلادي لتقويم أيامه وأسابيعه وشهوره هو عام التحول الى كل ما هو أفضل وباعث على مغادرة التراجع وغلق ملفات الإخفاق وركوب قطار التفاؤل, تأتينا الأيام حافلة بالعديد من الأحداث والتطورات، التي تضاعف فينا القنوط وتعزز التشاؤم وتزرع شتلات انتظار ما هو ليس إيجابياً وقد تدفع بعربات قطار رياضتنا المتهالكة أصلاً في منعطفات نفق لا نهاية سعيدة له في ظل سريان منطق الفوضى التي نريدها خلاقة بصناعة أيدينا وليس بسيناريو أميركي وفق نظرية المؤامرة التي نعشقها حد الإدمان. نعم.. كثيرٌ من الأحداث في الساحة الرياضيَّة هي أشبه بموجات عاصفة في بحر هائج تتمايل فيه سفينة رياضتنا يميناً وشمالاً بلا هداية بعد أنْ ضاعت المجاديف وتكسرت بوصلة الاتجاهات وغاب الملاحون الماهرون من أهل الحكمة والخبرة من أجل مسك زمام الخارطة وإعادة رسم الاتجاهات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انقلاب السفينة بما فيها والغرق المحتم الذي لا يتمناه أحد, وحينها لن ينفع عض أصابع الندم لأنَّ تلك الأصابع هي نفسها التي رسمت خريطة الفوضى وخلقت منطق اللا انتماء الصميمي الى الرياضة الحقة.. رياضة وطن ضاعت فيه كثيرٌ من الأشياء الجميلة التي كنا نعتقد أنها في أمان وفي معزل عن عواصف الشر والتدمير والخراب.
ما حدث ويحدث من أزمات بكل تفاعلاتها تدق ناقوس خطر محدق، المتضرر الأكبر والوحيد منه هو الرياضة والرياضيون, وكتبنا وناشدنا كثيراً أهل الشأن والمعنيين على اختلاف عناوينهم أنَّ الحوار على مائدة الصراحة ووضع مقاربات منطقيَّة وجدولة واقعيَّة لكل نقاط وفواصل الخلاف والاختلاف جدير في بلوغ الأطراف المتصارعة والمتقاطعة إلى حلول ناجعة، لا سيما عندما يتخلى الجميع عن الأنا والهاجس الشخصي الضيق والمصلحة الآنية, وعندما تكون النوايا سليمة، فإنَّ التوصل إلى حلول للأزمة ليس بالأمر العسير خصوصاً أنَّ مخارج الأزمة حاضرة لأنها لا تنحصر في قضية لوائح وتعليمات أو في قانون نافذ وآخر على منضدة الانتظار، بقدر حاجتنا جميعاً الى تغليب مصلحة الرياضة على مصالحنا وعندها لن تكون هناك أزمة ولا هم يحزنون.