عندنا: الزير سالم وعلي الزئبق وأبو زيد الهلالي ودليلة وغيرهم، وفي الغرب اسماء شعبية كثيرة، لا يموت، ولا ينتهي منهم السَّرد، ولا يرتوي، ولا السينما من مجرمي أميركا الكاوبوي النبلاء الظرفاء الشجعان الأسخياء.
حكاياتٌ شعبيةٌ تتحدث عن هؤلاء، تخلط في احداثها الحقيقة بالخيال، تصدر أولاً كسِيَرٍ ذاتية، ثم يأتي آخرون، ليتقاطعوا مع النهايات
المفتوحة.
تنتهي الحكايةُ بموت بوتش كاسيدي سنة 1908 في مواجهة مع الجيش البوليفي، من هذه النهاية غير المؤكدة ينطلق ميغيل باروس ليكتبَ أنَّ بوتش كاسيدي لم يمت، بل استطاعَ أنْ ينجو ويعيش في قريةٍ منعزلةٍ لعشرين سنة، باسم جيمس بلاكثورن تاجر الخيول.
فيلمٌ بعنوان” بوتش كاسيدي وسانداس كيد/ 1969” فيلم كاوبوي، عِصابة تسطو على المصارف والقطارات التي تنقل الدولارات، ترشَّح لسبع جوائز أوسكار نال أربعاً منها، وجوائز أخر كثيرة منها جائزة أفضل فيلم من الأكاديمية البريطانية، هذه المقدمة لأهمية مشاهدة الفيلم لِمَن يريد مشاهدة الفيلم الثاني” بلاكثورن/ 2011».
يبدأ الفيلم بعرضٍ وثائقي عن” عِصابة فتحة الحائط”، ثم( بول نيومان/ كاسيدي) يستطلع
بنكاً.
(روبرت بدفورد/ سانداس) يلعب القمار، يربح يستعرض سرعته في إطلاق النار، يخرجان إلى الطبيعة، أشجار وجبال وأنهار، يتناقشان بشأن الصعوبات والعراقيل المستجدة، يقترح كاسيدي نقل نشاطهم إلى بوليفيا، حيث مناجم الذهب والفضة والمرتبات العالية القابلة للسرقة.
عند آخر قطار تتعرض للعصابة لملاحقةٍ شديدة، فيرتجلان فكرة التطوع في الجيش لحرب الإسبان، وتستمر المطاردة، يستخدم الذين يلاحقونهم السير بلتيمور هندي أبَّاً عن جد، يقتفي أثر الطائر ليلاً أو نهاراً، يقود المطاردين أقوى رجل قانون في أميركا (جو ليفورس) يرتدي قبعة بيضاء دوماً، كاسيدي وسانداس يصطحبان إيتا ويرحلان إلى بوليفيا، حيث سرقة البنوك أسهل، ويستمتعان بالسرقة ثم تسوء الأمور، ويقعان في الفخ، داخل مدينة بوليفية، لجهلهما الشهرة، التي حقَّقاها خلال فترة إقامتهما القصيرة، ينتهي الفيلم بالجيش يحاصرهما وصورتهما يطلقان النار.
فيلم” بلاكثورن/ 2011” سيناريو ضعيف، وتصوير رائع، خطان سردي ثانٍ موازٍ: فلاش باك متقطِّع من ذاكرة (بلاكثورن/ سام شيبارد) بأنَّ بوتش كاسيدي لم يمت، بل اضطرَّ لأنْ يطلق رصاصة الرحمة على صديقه سانداس والجيش البوليفي يلاحقهما، خط سردي أول: ثمة عجوز متخفٍّ يربِّي الخيولَ، يكتب رسالةً إلى ابن إيتا، ولا يعلم بأنَّ كاسيدي هو أبوه، بعد موت إيتا يقرر العودة، يبيع خيله ويسحب رصيده من البنك ويركب حصانه، مهندس مناجم إسباني (إداوردو/ إدواردو نورييجا)، يطلق الرصاص على بلاكثورن، ويهرب حصانه ومعه ثروته ستة آلاف دولار.
يقيد إدواردو، الذي يطلب مساعدته في النجاة من الذين يطاردونه، لأنَّه سرق ثروة المليونير البوليفي وأخفاه في منجمٍ مهجور.
يستيقظ حنينه إلى المغامرات، فيساعده، وتستمر المطاردة خلال جبال ووديان وصحراء بوليفيا.
بلاكثورن المبتهج دوماً، يغني في الدقيقة 31 «Sam Hall» وهي أغنيّة تراثيّة قديمة تحكي قصة بطل شعبي لحظة شنقهِ: اسمي هو سام هول، سام هول، وأنا أكرهكم، إلى المشنقة، يجب أنْ أصعد، يجب أن أصعد، بينما المخلوقات في الأسفل تقول: سام لقد أخبرناك.
قلتُ لها: تبَّاً لك.
والآن جاء القس، جاء القس.
وهو يبشِّر بمجيء الملكوت، قلتُ له: قبل مؤخرتي القبيحة تبَّا لك، اسمي سام ويل اسمي سام ويل، أراكم جميعاً في الجحيم” بعد اجتيازه صحراء الملح يسقط بلاكثورن مريضاً، الطبيب يخبر المحقق ماكينلي بهوية المريض: بوتش كاسيدي.
بعد إخبار الجيش البوليفي بشخصية المريض المطلوب للعدالة، يقرر ماكينلي إطلاق سراح كاسيدي، مع توبيخٍ: كيف تسرق أموال عمال المناجم؟
كاسيدي كان يعتقد أنَّها أموال المليونير باتينيو، فيستيقظ الحس الأخلاقي، ليطارد إدواردو الذي خدعه، ويطلق رصاصةً على ركبتهِ مع الأموال التي سرقها، ليأتي الجيش ويلقي القبض عليه، وينتهي الفيلم نهاية مفتوحة، البطل كاسيدي ما زال على قيد الحياة.