في خضم التفاصيل الحياتية التي نعيشها الآن والأزمة المعروفة، والتي يعيشها العالم بأجمعه، قد نتصور أنّ للأزمة شكلا افتراضيا عبر دراما إلهية، وأنّجميع الأدوار قسّمت على شخصيات معينة، فهل يشكل هذا الوضوح علامة عكسية لنتائج نعرفها تفصيلا واضحاً؟ أُدرِكْ معنى الكلام الذي أطرحه في مرحلة شهدت كشف المستور من دون عناء أو من دون لعب خفي، فالعالم، اليوم، في كلّ مواقفه، متشابه في المصير وفي القرار، غير أنّنا نتابع عبر وسائل الاتصال في الفضائيات وغيرها ما يحدث من تحول مصيري بين مكان وآخر عبر تقارير جاهزة نتلقاها من خلال العديد من (عنوانات التايتل) أو مقدم أخبار ما، ثمّ يتكرّرّ ذلك في كل يوم، وكأنّنا في بقعة أرض يصعب تجاوز محننا، وننتظر القدر الإلهي.
إنّ التلقي الذي يؤثر سلباً على الإنسان، يشكل بحدّ ذاته قلقا من نوع آخر، فكيف إذا كان بشكل يومي، كما تشير المصادر الطبية إلى أنّ ( استرجاع الحدث المسبب للضغط النفسي مراراً وتكراراً يرتبط بارتفاع ضغط الدم، وتدني الحالة المزاجية، وقد يسهم بتشتيت الانتباه والتوقف عن التفكير في مسببات التوتر )، لذلك، لا بد من مناقشة واقع الإنسان العراقي في عتمة الأوضاع المتراكمة عليه وهو ينتظر تقارير
يوم غد.
إنّ التفاصيل اليومية مهما كانت صغيرة أو كبيرة، إذا دخلت مضمار ( الميديا ) فإنّها تكشف عن هويتها المباشرة بوصفها مرآة عاكسة للواقع، وما علينا سوى إِيجاد وسائل التوصيل الملائمة وبثّها، بالإضافة إلى ذلك، لا بدّ من انتباهة المؤسسة المسؤولة في وضع خطط تلائم واقعنا العراقي، وفي كلّ يوم تزداد حدّة الأحداث مع زيادة التراكم المضطرب لكلّ من يقع في التأثر والقناعة لما يحدث، ومثل هذه الأمور يصبح كل مجتمع منكوب ضحية الأحداث المؤلمة، وللغة التقارير دهشة من نوع خاص، إذ تنطوي عليه حقائق كبيرة وواسعة في تحديد سمعة بلد أو مؤسسات أو حتى شخصيات مؤثرة في المجتمع، لذلك نتمنى من تقارير يوم غد ن تصل للإنسان العراقي بطريقة يشعر فيها وجود بصيص أمل للتخلص من آفة تهدده بالفناء، وجدير بالذكر، أيضاً، ظهر أحد الأطباء العراقيين في لقاء حصري معه في إحدى فضائيات البلد مبشراً بأخبار طيبة في قادم الأيام.