همس وصراخ

الصفحة الاخيرة 2020/04/09
...


 زيد الحلّي
 
السيناريست حامد المالكي في مدينة الطب
ربما العنوان أثار صدمة لمحبي الكاتب المبدع حامد المالكي، لكن الموضوع، حقيقة واقعية، لا بدّ من ذكرها، ووجدتها تصلح مفتاحا لعمود هذا الاسبوع، وهي ان الصديق المالكي ذهب الى مدينة الطب مساء الثاني من هذا الشهر، لفحص لزوجة دمه، وشاهد العاملين في مصرف الدم، وهم في أشد حالات الحرص على القيام بواجباتهم، حتى أن أحدهم وجده يتناول فطوره، في
المساء !..
لم يكتف المالكي في عكس تلك الصورة الايجابية، التي شاهدها، وغفل عنها الكثيرون، الذين اكتفوا بعكس الصور السوداوية عن القطاع الصحي وابطاله وهم يقارعون وباء “كورونا “ وجها لوجه، بل شخص العديد من صور التفاني.. 
 
 *
لقد استوقفتني سطور المالكي، وحين قارنتها، بما اطالع من اخبار محبطة، وجدت انها نقطة في بحر ... فالتشاؤم هو الغالب في المنشورات والمتابعات الاخبارية.. مع الأسف . 
صحيح، إن المحيط العام بشأن تداعيات تفشي مرض “ كورونا “ في دول الجوار والعالم، يفرش امامنا حاليا سجادة من حالات التشاؤم، نتيجة الأنباء المقلقة، التي تحمل في بعضها مبالغات بقصد الاثارة، لكن على رب الأسرة، في ظرف الحظر الذي نعيشه، ان يبدد سحب دخان التشاؤم، ويضفي من خلال وجوده بين أسرته نوعا من الطمأنينة والسكينة. 
فلا نريد لعجلة الشائعات تدور كما تشتهي لتسحق الحقائق، وتذر الاوهام والاكاذيب .
متى يشعر “البعض “ أن التهويل الذي ينتشر في وسائل 
التواصل الاجتماعي، بشأن فيروس كورونا، من خلال نشر اخبار مجهولة المصدر، بات يهدد السلم المجتمعي، ورغم ان القليل من الواعين، 
بدأ حملات لنشر الصور والمبادرات الايجابية، 
التي ترافقت مع تداعيات المرض، مثل كلمات الشكر
والامتنان للكوادر الصحية العراقية، التي
اظهرت وطنية وانسانية عاليتين، وكذلك رجال القوات المسلحة في فرض الحظر الصحي، الذي هو بوابة الامان للخلاص من هذا الوفاء، وحملات توزيع السلال الغذائية للمحتاجين.. غير ان كل ذلك لا يكفي، وننتظر المزيد من الصور 
والمواقف الايجابية.. وهي كثيرة بلا
شك..
نعم، ان للكتابة طقوساً تتباين من وقت لآخر، ومن شخص إلى سواه... فهي خيوط قد تشكل آهات، وقد تشكل مشاعر جميلة، لكن لمحنة الوطن والشعب، مساحة واحدة بسعة فجر الصباح، لا تتحملها طقوس ومسميات واجتهادات ونظريات...
فهل يعي ضعاف النفوس ذلك؟ 
لا أظن .. مع الأسف !