{التعلم عن بُعد}.. في زمن {كورونا}

الصفحة الاخيرة 2020/04/13
...

بغداد/ هيفاء القره غولي
 

بإمكانياتهم البسيطة التي لاتتعدى لوح الكتابة "السبورة" والموبايل قامت مجموعة من المدرسين في عدد من محافظات العراق باستحداث طريقة جديدة للتدريس،  بعد توقف المدارس بسبب تفشي وباء كورونا، للتواصل مع تلاميذهم ومواصلة الدراسة عبر محاضرات فديوية باستخدام الشبكة العنكبوتية.

 "الصباح "التقت بعدد من رواد هذه التجربة لاستطلاع آرائهم وانطباعاتهم، فتحدث مدرس الرياضيات عدنان الحسناوي من النجف قائلاً: بسبب مانمر به من وضع صعب ولاجل استمرار  عملية التعليم، قررت تأسيس قناة خاصة على "اليوتيوب" تتكفل باعطاء المحاضرات للطلاب وبمعدات بسيطة هي السبورة والموبايل وفي المنزل، فعملية التدريس يجب الا تتوقف تحت اي ظرف ولكي لايتضرر الطالب ، مضيفاً: اقدم محاضرات في مادة الرياضيات لطلبة الثالث المتوسط والسادس الاعدادي بفرعيه ، وما شجعني اكثر وجعلني فرحاً هو ازدياد عدد الطلاب المشاركين وتفاعلهم بشكل يومي مع المادة المصورة.. واجد من واجبي كتدريسي ان اشجعهم على المداومة والتواصل مع المحاضرات ورفع روحهم المعنوية" .
الحسناوي تخرج من كلية التربية للعلوم الصرفة وبسبب عدم حصوله على التعيين تعهد مع نفسه ان يعطي دورات تدريس مجانية للطلاب وفي منزله ايماناً منه بأن التدريس وايصال المعلومة للطالب امانة في عنقه .
 من جانبه اشار مدرس اللغة الانكليزية حسين ازهر سلمان من الموصل الى انه " رغم الظروف الصعبة والضغوط النفسية التي يعيشها العالم وتوقف الدراسة بسبب الحظر المفروض للحد من الاصابة بالوباء، فكرت بطريقة جديدة للتواصل فكانت فكرة فتح قناة على منصة "التيلغرام" للتواصل مع الطلاب ومساعدتهم عبر المحاضرات تماشياً مع المنهج المقرر".
مبيناً ان" مع ايام الحظر ازداد عدد الطلاب المتابعين من داخل الموصل ومن جميع المحافظات العراقية، فالهدف من القناة خدمة الطالب والتواصل معه لفائدته، وليس هناك اي جانب مادي او ربحي من هذا العمل.
يقدم سلمان المنهج كاملاً ، ومن لم يتوفر لديه الانترنت يستطيع ان يحصل على المحاضرات عن طريق الاقراص التي اطبع عليها محاضراتي لكي تصل لاكبر عدد ممكن من الطلاب، واجبنا بالتالي هو خدمة العلم باي شكل من الاشكال وتحت اي ظرف.
ولفت الى ان "التدريس الالكتروني يختلف تماماً عن التدريس داخل الصف بسبب فقدان عنصر التفاعل والحماس، ولكن اعمل جاهداً لتهيئة جو الدراسة والتفاعل من خلال طرح الاسئلة خلال المحاضرة ولرفع روح الطلاب المعنوية، كوننا نعلم جيداً مدى تأثير الظروف في نفسية الطالب" .
 ومن بغداد تحدث لـ"الصباح" الاستاذ اسامة علي قائلاً" في ايام الدوام الاعتيادية كانت مسؤولية التعليم يتشاركها كل من الاستاذ والطالب بنسبة 50 ٪ لكل منهما، اما اليوم وتحت هذا الظرف الاستثنائي، أصبحت المسؤولية بنسبة 10 ٪ على المدرس و90 ٪ على الطالب وذلك عبر التزامه بالمحاضرات وعدم اهمالها او التكاسل، فنحن نمر بظرف صعب ويجب على الجميع ان يتحمل المسؤولية للعبور الى شاطئ الامان والاستعداد  للامتحانات النهائية بكامل الثقة. ونكون على استعداد تام للعودة الى المدارس والامتحانات ودون تقصير من اي طرف من الاطراف".