{كورونا} يفرض شروطه على {ليلة العمر}

الصفحة الاخيرة 2020/04/17
...

الحلة/ محمد عجيل 
 
 
لم يعد الصخب بالموسيقى والغناء وتسابق السيارات هو السائد في حفلات الزواج بمحافظة بابل، فقد عادت ظاهرة الزواج الى طبيعتها قبل عدة عقود سيارة واحدة تحمل الزوج وزوجته واحد أقاربهما دون مشاركة تذكر من المعارف والاصدقاء، كما غابت مظاهر الولائم واكتفى اهل الزوج بعشاء بسيط لافراد الاسرة فقط.

 وشكلت المظاهر الجديدة بسبب وباء كورونا مقبولية لدى عامة الناس لأهدافها الاقتصادية في ظل انحسار فرص العمل نتيجة الحظر المنزلي، حيث لا مصروفات فندقية وصالات احتفالية وحفلات تكلف ملايين الدنانير.
 يقول سهيل نجم وهو شاب تزوج حديثاً" اشكر كورونا كونها وفرت لي اموالاً لم اكن احسب لها حساباً، حيث ألغيت مظاهر الحفل والمأدبة وتمكنت بفضل الله ان اسدد ديون زواجي الى صاحب محل الصياغة والنجار، لقد كان ما مخطط له من قبل اهل الزوجة شيئاً جنونياً يكلفني اكثر من طاقتي قبلت عليه مرغماً، كي اظفر بمحبوبتي ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي عمتي وذهبت أحلامها في زفة عرس مثالية ادفع انا ثمنها".
 وعبر العريس مسلم صافي عن سعادته لإتمام زواجه في هذا الظرف الذي لم يثقل كاهله قائلاً: ان "حفلاً بسيطاً خالياً من مظاهر الترف والبذخ كان حلمي الذي تحقق بفعل كورونا اعتقد ان الناس أخذت تعي ما تفعل وعليها ان تعيد حساباتها في العديد من جوانب الحياة ومنها الزواج الذي سنه الله تعالى من اجل البشرية وليس من اجل الرقص والغناء والولائم".
 واضاف "جميل جداً ان يتم الزواج في اجواء هادئة تقتصر على افراد الاسرة وفي البيوت بعيداً عن الفنادق والصالات لان الاموال التي تدفع لهكذا جوانب يمكن استثمارها في شراء حاجات مفيدة مثل ثلاجة او طباخ، خاصة اذا كان الزوجان من ذوي الدخل المحدود وفي بداية حياتهما الزوجية".
 يقول استاذ الاجتماع في جامعة بابل الدكتور محمد جودي ان "مظاهر الفرح اثناء حفلات الزواج كانت وما زالت جزءاً من منظومة اجتماعية تعبر  خلالها أسرة الزوجة عن سعادتها لان ابنتهم التحقت في ركب المتزوجات في حين يرى اهل الزوج ان اقامة الولائم تعبير عن مكانة اجتماعية محترمة لا يمكن مغادرتها لانها تمس الشخصية المجتمعية لرب الاسرة".
 واضاف ان "إلغاء تلك المظاهر ليس بالأمر السهل لكن الظروف المحيطة بِنا والخوف من وباء كورونا جعل الكثيرين يتقيدون لا بل يلغي بعضهم تلك المظاهر".