(لنْ أحلمَ بأكثرَ من الحياةِ كالحياةِ)
أوقاتٌ ترضعُ من حليبِ القلبِ
تبدأُ صباحاً مع أغنيةِ (تك. تك. يا ام سليمان)..
وتنتهي عندَ عتبةِ مساءٍ دانتي الشرفاتِ
حينها أرى سوريا خيالاً لا منتهياً
ظلًا يحلُّ في كلِّ ما حولي
أنا تلكَ السورية اللوزيةُ
صراخي يجرحُ حَنجرةَ القمرِ
وينادي سكاكرَ النعناعِ
التي فُقِدِتْ هنا في بلدتِي الصغيرةِ..
ونظراتُ سّجادةُ أمي
لم تفارقْ عيونها الوَرِعة
وأدعيةَ حبّها
ورائحتي التي هجرتها
وسكنتْ بلادَ الغربةِ.
لو !..
لو تَيقَّن الصباحُ من عِشْقِ اللازورد
لما أوجسَ في نفسِهِ خيفةً من محمود درويش
لو أدركتِ القهوةُ عُمقَ أنوثَتَها
لما بَرُدَتْ في فنجانِها
قمرًا
لو عرفوا ..أن الحياةَ محطةٌ
لما تركُوا أحلامَهُم على الرصيفِ
لو.. عَلِمَوا أن السنونو يرحلُ
ولا يعودُ
لما بكوا أطلال امرئ القيس
لو أدركُوا أن السعادةَ أنثى
والموتَ ذكـرٌ
لهادَنُوا شيطانَ مَكرِهَا
لو عَلِمُوا أنني صافحتُ القصيدةَ في يدِكَ
وتركتُهَا مبتلةً بدموعي
كحقيبةٍ منسيةٍ على رصيفِ المحطةِ
لما رافقَنِي لو إلى مثوايَ
الأخيرِ.