نبيل ابراهيم الزركوشي
إحدى أهم الأمور التي افرزتها جائحة كورونا هي حاجة الفرد للوعي المجتمعي اي ان الإنسان لكي يحمي الآخرين لا بدّ ان يحمي نفسه أولا ضد الضرر الذي اذا ما لحق به سوف يتسبب بأذى المجتمع الذي هو جزء منه، ولايأتي ذلك إلّا من خلال الفهم لجميع جوانب المشكلة التي نريد أن نعي آثارها والضرر الناتج وهو وكلما زاد علم الفرد زاد وعيه، فهو مرتبط بالعلم ارتباطاً وثيقاً، وقد كانت معاناة المواطن البسيط وحتى من كانت حظوظه عالية في التعلّم كبيرة لفهم ما يترتب عليه القيام به خلال هذه الفترة (جائحة كورونا) التي لاتزال قائمة حتى الان، فبين قلة المعرفة والكم الكبير من الإخبار والتهويل غير المبرر للقنوات الفضائية التي كانت تمتهن التبويق السياسي سابقاً ومواقع التواصل الاجتماعي ضاعت المعلومة الصحيحة من جانب ومن جانب آخر أفرزت لنا مجموعة كبيرة من الخبراء الذين يخوضون في جسد هذه الجائحة التي لاتعرف الحدود دون علم او فهم كما يقال باللهجة العراقية، اذن يجب ان تكون هنالك مؤسسة توعوية تقوم بهذه المهمة ووفقاً لاسس ومبادئ ثابتة وخطة مدروسة ومعلومة الأهداف، ولا بدّ من وقفة جدية لبناء مرحلة جديدة لما بعد الجائحة والتي تمّ وضع الخطط لها من قبل الكثير من الدول عبر مؤسساتها التعليمية والبحثية التي نفتقدها نحن وهو أمر اذا ما انيط لأناس ذوي كفاءة ومهنية يمكن ان تكون لها نتائج مستقبلية كبيرة وآثار واضحة على سلوكيات الأفراد في المجتمع وهو يشارك الأشخاص الذين يتعايش معهم لدرء الخطر عن نفسه وعن الآخرين؛ لذلك كانت قلة الوعي حاضرة خلال الفترة السابقة وهذا ما لا يختلف عليه اثنان، اذا كان العيش في خطر الاصابة بهذا الوباء هاجساً يراود الجميع ووسواس النظافة اجتاح الأسر وتعليم غسل الايدي بات مهمة إضافية للأطفال، وفي بعض الأحيان للكبار ايضاً وسبب ذلك هو خلو مناهجنا التربوية من هكذا امور مهمة جداً اذا لم نعرف الفرق بين الفيروس والميكروب إلّا الآن بعد ان وقعنا في هذه الكارثة ان إضافة مواضيع الوعي المجتمعي وبجميع فروعه الى المنهاج والتخطيط لذلك سوف تكون ذات فائدة كبيرة على المجتمع؛ لان المناهج إحدى أهم ركائز العملية التربوية والتعليمية التي تتبناها المدرسة وهي القناة التي يمر من خلال الجميع ويمكن اضافتها الى درس العلوم الذي تمّ حشوه بأمور نتركها عند باب المدرسة في نهاية العام الدراسي، وهو امر اعتقد يتفق فيه معي الجميع وهي عديمة الفائدة الا ما ندر منها وايضا الاستفادة من القصص التي رويت عن افراد قاموا بمهام كبير خلال هذه الفترة كالأطباء وكيف تعرضوا لخطر الإصابة وفضلوا عدم ترك مواقعهم، وجعلها حكايات جميلة في منهج الدراسة الابتدائية من خلال درس القراءة او حتى درس
العلوم.
اذا لا بدّ من وجود وعي صحي او ثقافة صحية مبنية على المعرفة الدقيقة والمعلومة العلمية الرصينة بكل ما قد يصيبنا من الأمراض وبشكل مبسط.