مذكرات المخرج ايزنشتاين

ثقافة 2020/04/29
...

قحطان جاسم جواد
 
كتاب (مذكرات مخرج سينمائي) يروي ما كتبه المخرج الروسي (سيرجي ايزنشتاين) في مذكراته عام 1945. وهو كتاب ترجمه أنور المشري لحساب دار المدى وراجعه كامل يوسف. يقع الكتاب في 312 صفحة من القطع المتوسط. يقول ايزنشتاين ان السينما في العالم ما زالت لم تقل أشياءً كثيرة على أهمية ما قالته وعالجته في طروحاتها السينمائيَّة. الغرض من المذكرات هو مساعدة صانعي الأفلام في السيطرة على قدرات وامكانيات السينما لخلق كل شيء جديد في هذا الفن النبيل، لإسعاد الانسانية وخلق الجمال في كل مناحي حياتنا بعيداً عن الحروب والقتل والافعال اللا إنسانيَّة. وسوف لن نقصر في دعم كل الخطوات الجديدة لتحقيق ذلك عبر شرح تجربتنا لاستخلاص العبر منها.
الكتاب مقسم الى مجموعة من الاقسام هي عن نفسي وعن افلامي وهذا القسم ضم عدة مباحث منها كيف اصبحت مخرجا سينمائيا والرسل الاثني عشر والكسندر نفسي. والقسم الثاني بعنوان مشكلات اخراج الفيلم ويتناول فيه الانفعال النفسي في فيلمه (دبابة بوتمكين ومأساة اميركيَّة والملهاة السوفيتية والذئاب والماشية ولاتقل ملونا بل بالالوان والافلام المجسمة وميلاد فنان والتلفون)، وشارلي شابلن الذي خصص لافلامه ثلاثة مباحث هي (شارلي والغلام وهاللو شارلي والدكتاتور فيلم شارلي شابلن). والقسم الثالث والاخير سماه «الى الأمام دائماً» وفيه نقرأ على سبيل الختام ورسوماً واسكتشات رسمها المؤلف لافلامه وكانت دليلاً في إخراج افلامه.
يبدأ ايزنشتاين مذكراته بفصل كيف أصبحت مخرجا سينمائيا فيقول:- عام 1913 كان حاسما في تحول حبي من الهندسة المدنية الى عالم المسرح, بعد ان شاهدت مسرحية ماسكاريد وملأت نفسي على نحو غير اعتيادي، بحيث اصبح المسرح شاغلي بعد أنْ كانت الهندسة هي شاغلي. فبدأت بعد ذلك كمصمم مناظر في المسرح للثقافة الشعبية للعمال وعملت في شؤون اخرى الى أنْ اصبحت مخرجاً مسرحياً, وهو اكبر تمهيد لأكون مخرجاً سينمائياً في ما بعد في الهيئة ذاتها. بعد الحرب العالمية الاولى تعلم اللغات الشرقية لا سيما اليابانية التي ساعدته في التمكن من التوليف الفيلمي وكتابة السيناريو لأفلامه. كما تأثر في تلك الفترة بآراء جبهة اليسار في الفن, وهي منظمة لمجموعة من النقاد وكتاب السيناريو من التقدميين. تعلم منهم كيف يكتشف الاشياء ثم يحطمها للتحول الى عالم آخر. ثم درس قوانين مندليف وقوانين جاي ليساك وماريوت بالفن. كل ذلك لاكتشاف توراة الحياة واستشراف المستقبل، لا سيما في الحركة الفنية. فكما في العلم هناك جزيئات والكترونيات فلم لا تكون في الفن جاذبيات يمكن من خلالها التوليف او التجميع. وبذلك بدأ في السينما من خلال مظهرين أحدهما خلاق وآخر تحليلي، فمرة اختبر- كما يقول - التحليل في الابداع ومرة استخدم الابداع في اختبار الفروض المطروحة.