الجد في معتكفه

ثقافة 2020/05/08
...

باسم عبد الحميد حمودي
 
بعد أن تباعد الزمن به وقل اتصاله بالناس الا عبر الهاتف,لم يجد الا حديقة البيت الصغيرة ملاذاً له.
اعتنى بها وخصص لها فلاحا من راتبه التقاعدي الضئيل,اذ لم يعد له من أحد يلهيه في الحياة اليومية سوى حفيد وحفيدة يتناوبان على زيارته.
تفرق الأولاد والبنات كل الى عشه وظلت الحديقة ملاذه اليومي ..يقضي فيها سويعات النهار  متأملاً عصافيرها والطيور الهائمة التي قد تتفضل بزيارة سريعة لها.
كان يتابع نمو  الشتلات ويفرح اذ تنمو,ويتعايش فرحا مع الورود التي كانت تهواها زوجته الراحلة..كانت تحب اوراق الشبوي المحاطة بالوردات الحمر والصفر التي كان يقطفها لها كل صباح وتزداد ابتسامتها الساحرة 
القاً.
غادرته الراحلة منذ شهور,وصارت الحديقة مكانا للخوف بعد أن منعته (كورونا ) من الوصول اليها.
ظل بينه وبين الحديقة التي احبها  بابا زجاجيا منعه الخوف ومراقبة الحفيدين من تجاوزه.
صار التلفاز ملاذه .. وذكريات حياة جميلة عاشها.