سيلفي، خارج المظلة الكبيرة

ثقافة 2020/05/09
...

عبدالزهرة زكي
 
 
• سيلفي
 
لم يكن هنا لينتظرَ أحداً
ولم يكن أحدٌ ما لينتظرَه..
 
المحطةُ القديمة التي كانت هنا
والتي لم تعد هنا
كانت تكتظ بالمنتظرين،
ولا تلبثُ حتى لتفرغَ منهم.
 
كانت قطاراتٌ تأتي،
وكانت أخرى تروح.
الواصلون يهبطون منها
والمغادرون يرتقون إليها.
ووحده هو الذي في المحطة
لم يهبط من قطار آتٍ
ولا يرتقي قطاراً سيغادر.
وحده
مكتفٍ
بالتطلّع، من موضعٍ له
عند مقعدٍ وحيد،
إلى المقبلِ 
من القطاراتِ والمسافرين
ولمن يروح.
 
إنّه ما زال حيث هو
ما زال كلَّ حينٍ هناك،
حاضرٌ ولا يُرى
في محطة لا تُرى
لا ينتظرُ أحداً ما
ولا أحدَ ينتظرُه.
 
***
 
• خارج المظلة الكبيرة
 
كانوا جميعاً تحت المظلة 
كانوا يحتمون بها
وكان في الخارج من المظلّةِ المطرُ غزيراً.
 
كانت المظلةُ كبيرةً
وكانت تضيقُ بهم
كلما جاء فوجٌ آخر ليلوذَ بها
من المطرِ وقد ظلَّ ينهمر غزيراً..
 
الشوارع 
والشجر
والأبنية
والحجر
والأرصفة
سعيدة تغتسل بما يتساقط عليها من المطر، 
ويغتسل به طائرٌ يظلّ يحلّق وحيداً
عيناه ساعيتان نحو أفق لا يراه سواه
وجناحاه، منتشيين متوثبين،
تغالبان مطراً غزيراً ينهمرُ عليهما،
ويحتمي الجميعُ منه بالمظلة الكبيرة.