تُعدّينَ مكتبَكِ المَصرِفيّ صَباحًا
بمعزوفةٍ من أناملكِ الطيبةْ
وأنتِ ...
تعدّينَ مكتَبك المَلكيّ صَباحًا
كنورسةٍ فوقَ نهرِ الفراتْ
بتنّورةِ مثلِ لونِ الفراتْ
بتسريحةِ شَعرٍ، كنَخلِ الفراتْ
وتنتظرينَ ابتداءَ الدّوام
وتنتظرينَ مرورَ التّلاميذِ ..
في فرحٍ يُسرعونَ إلى المَدرسةْ
تقولينَ واثقةً:
سيربحُ مَصرِفُ بابلَ يومًا جديدا
وتزدادُ فائدةُ العُملاتْ.
وأنتِ ...
تعدّينَ مكتبَكِ المَدنيّ صَباحًا
تعدّينَ قائمةَ الطّلباتْ
تعدّينَ برنامجَ المِنحِ العاجلةْ
يراجِعُكِ المصرِفيّونَ من أهلِ سُومرَ ..
يَستفْسرُونَ عنِ السّعرِ، والعُملةِ الرّابحةْ
وينْتظرونَ افتتاحَ الفروعْ.
وأنتِ ...
تُعدّينَ مكتبَكِ المصرِفيّ صَباحًا
تعدّينَ قائمةَ المُودِعاتْ
موثّقةً في رَقيمِ البنوكْ
تعدّينَ آنيةَ الشّايِ للسّادةِ الفقراء
سيكتبُ أحدُ العاشقينَ قصيدةَ حُبّ
يسمّي القصيدةَ :
آنسةُ المصرِفِ الوطنيّ
فترتبكينَ ... وترتبكينْ
ورائحةُ الشّاي ..
تملأُ أرصدةَ السّومريينَ الكرام.
وأنتِ ...
تُعدّينَ مكتبَكِ المصرِفيّ صَباحًا
كقيثارةٍ في يدي العازفاتْ
يراجعُكِ العاملونَ مع الشّعرِ ..
يستفسرونَ عن المطرِ الموسِميّ الجميلْ
وينتظرونَ الظّهورَ الأخير
لآنسةِ الوطنِ السّومريّ.
وأنتِ ...
تعدّينَ أبوابَ صرفِ الرّصيد
تعدّينَ أنظمةَ الرّبحِ للشّركاتْ
تعدّينَ كرّاسةَ القادمينَ من الحربِ ..
يقترضُونَ الإرادةَ ..
كي يَعبدوا الرّبّ في دَعةٍ وسلامْ
لكي يعملوا في دَعةٍ وسلامْ
يفاجئك البنكُ ..
مُقترِضًا، مُغلقًا، مُفلِسا
يفاجئك الزّيفُ، والزّيتُ، والعملةُ النّازفةْ.