جريدة « الصباح » كما يراها الأدباء والمثقفون

ثقافة 2020/05/17
...

بغداد/ ابتهال بليبل
 
 
تحظى جريدةُ الصباحِ بدرجةٍ عاليةٍ منَ التقديرِ والاهتمامِ. إذ أشادَ أدباءُ بدورِها في الساحةِ الثقافيةِ وكذلك باهتمامِها في تغطيةِ الاحداثِ الثقافيةِ واحتضانها للمواهبِ والنخب، وتحدثوا بمناسبةِ مرورِ 17 عاماً على تأسيسِها، وسردوا مشاعرَهم والتحولاتِ التي شهدتها في الانجاز والعطاء.
 
الصحيفة العراقيّة الأولى
يقول الناقد والشاعر جبّار الكوّاز،: إنّ (الصباح) الصحيفة العراقية الأولى التي تنهي عامها السابع عشر بنجاحات مميزة، وتؤكد للمتابع أنها تسير وفق خطوات مدروسة وأهداف كتبت بوعي واطلاع على واقعنا العراقي الملتبس ومحيطه الجغرافي وآفاقه الدولية ربما تشكل هذه السنوات صورة بهية لسيرورتها الغراء، فلو تتبعناها بالمقارنة منذ العدد الأول إلى يومنا هذا لوجدناها في تطور مستمر، فمن صفحات معدودات في خطوتها الاولى الى منافسة حقيقية لكبريات الصحف العربية منافسة وضعت إدارتها والعاملين فيها أمام تحدٍّ قاس تحيطه معوقات الارهاب والتهديد والاتهامات احيانا لا تتلاءم وتقف بالضد من العمل الصحفي السليم. 
ويشير الى انها نالت باستحقاق ونجاح لقب الصحيفة العراقية الاولى ولكن ذلك لا يعني أنها لا تعاني من بعض وهن في زوايا مهمة اذا ما امكنها ان تتجاوزها فستكون حقا انموذجا اعلاميا رائعا ورائدا، ولعل اهم ما اريد ان اقوله انها بقيت اسيرة الرؤية الثابتة في تصميمها واعتمادها الصبغة الوظيفية لمحرريها في اعداد وفحص المواد التي تنشرها فلا بدّ من اشراك او استضافة اسماء عراقية مميزة في الشأن الخاص لكل قسم من اقسامها، وعليها ايضا ايلاء ملاحق بعض المحافظات اهمية استثنائية وليست تعويضية عن اشغال ملاكات اعلامية في المحافظات لإصدار ملاحق ضعيفة مادةً ومتابعةً، فضلا عن السعي لتطوير مركزها الاعلامي التدريبي لتهيئة عاملين ومؤهلين مواكبا لمركزها البحثي الذي يحتاج إلى استنهاض نشاطاته بشكل متواتر ومنظم وتهيئة ظروف ايجابية لمخرجات المركز الاعلامي بعيدا عن المحاباة او المجاملة في اعدادهم. ويختتم قوله: الصباح هي صحيفتي الاولى التي أحرص على اقتنائها صباح كل يوم، تحية لها وللعاملين فيها وهم يواكبون وطننا في كل صغيرة وكبيرة مؤكدين حبهم له وللشعب.
 
للكل وليس لأحد
لم تكن جريدة الصباح بالنسبة للاديب والكاتب سلام مكي مجرد مطبوع عابر، يؤدي موظفوه واجبهم الوظيفي اليومي مثله مثل باقي المؤسسات الحكومية الأخرى، ولم تكن مجرد مساحة تملؤها الأقلام. بل كانت –حسب رأيه- ذاكرة ثقافية، حفرت عميقا في ذهن المثقف العراقي.
ويقول: كانت “الصباح” ومازالت نافذة واسعة، يطل من خلالها المثقف على ما يشتهيه ويتمناه من أطباق ثقافية ومعرفية متنوعة. لو سمحت لنفسي بالحديث عن تجربتي في الكتابة- لقلت- إنني مثل غيري من الكتاب، كتبت نصوصا أشبه بالبدائية والتي يفترض أنني تجاوزتها، لكن تلك النصوص رغم عدم جودتها وشعوري بأنّها لا تمثلني في هذا الوقت، لكن الصباح، ورغبة منها في استيعاب الشباب والأسماء الجديدة، كانت تنشر لي تلك النصوص والكتابات التي لو راجعتها اليوم، لوجدت فيها ما يدعو لإعادة النظر فيها. 
ويضيف: الصباح تستوعب الجميع، من تعرفه ومن لا تعرفه، ترى عبر محرريها أن الكلمة للنص أولا وأخيرا.. أجدني اليوم على معرفة واسعة بكل ملاكها من رئيس التحرير وحتى أصغر موظف سنّا، وقبل هذا قبل (16) عاما أو أقل، لم تكن وسيلتي بالاتصال بأحد سوى البريد الالكتروني الذي كان كفيلا بإيصال صوتي للصباح التي تتكفل بنشر ما تراه الادارة صالحا للنشر. 
ويشير إلى أن الصباح حققت ما ترفعه شعارا لها. إنها للكل وليست لأحد دون غيره. فهي استوعبت الجميع، ونشرت للجميع، كانت منبرا حرا لايصال صوت المثقف العراقي، ومن خلالها استطاع الكثيرون أن يشكلوا حضورا لافتا ويكونوا أسماء مهمة في الثقافة العراقية. الدعم الذي قدمته الصباح وتقدمه اليوم للثقافة والمثقف من الناحية المادية والمعنوية لا يعد ولا يحصى، وفي أحلك الظروف التي مر بها البلد، كانت الصباح حريصة على أن يحصل الكاتب على كامل حقوقه المادية والمعنوية. ولعل محبة الكتاب والقرّاء لها، تتجلى اليوم في ظل هذه الظروف، من انتشار فيروس كورونا وتقييد حركة التنقل والتجوال والأزمة المالية التي يمر بها البلد، ومع ذلك، نجد أن كتابها أكثر تمسكا بها وتعاونا مع ملاكاتها، وكذلك قرّاؤها، يحرصون على متابعة كل ما يصدر عنها، خصوصا بعد تعدد منافذ الوصول إليها من خلال برامج التواصل الاجتماعي التي أتاحت اقتناء الجريدة عبر الدخول الى تلك البرامج بشكل يسير. 
إنّ الصباح هي حاجة ملحة ولا بدّ للحكومة من أن تولي اهتماما أكبر بها ودعمها في سبيل استمرار عملها بما يخدم القارئ والكاتب. 
 
شجرة إبداع
أما نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الشاعر حبيب السامر فيقول عن جريدة الصباح: حرصتُ ومنذ أول انطلاقتها على متابعة ما ينشر فيها وتحديداً الصفحة الثقافية، وقد رافق في بعض السنوات صدور ملحق ثقافي رصين، أسهمت مع زملائي في رفده، وتواصل نشر المتابعات من البصرة. 
ويرى: أنّ جريدة الصباح رئة مهمة مع زميلاتها من الصحف المهمة، لذلك عمدت على رفدها بكل ما هو جديدي في مساحة الثقافة والفن بحرص كبير.
ويضيف: مع إطلالة عيدها الــ (17) نغرس شجرة إبداع ثقافية جديدة في عوالم الصحافة العراقية، إذ تخطت بأعداد صفحاتها العديد من الصحف المحلية والعربية، وصرنا ننتظرها بشغف صباح كل يوم، وأملي بعودة الملحق الثقافي (أدب) إلى الواجهة ثانية، ليكون زاد معرفة ثقافية. 
ويقدم الشاعر تهنئة وباقة محبة وورد لكل العاملين بحرص وإبداع كبيرين، ويتمنى المزيد من العمل الدؤوب لتبقى شعلة العمل الصحفي الخلّاق متوهّجة في سماوات عراقنا الجديد.                             
 
الطاقة الممغنطة
ويرى الرسام والشاعر أحمد المالكي أنّه حينما تكون الصحيفة سلطة الشعب فهي بلا شك تشرق كل صباح و (جريدة الصباح هي الطاقة الممغنطة) لجذب كل ما يخص الوطن والمواطن، لذلك نرى من يقف وراء هذا النجاح يتحلّى بنفس طويل وبال بحجم نافذة تطل على جميع الأحداث بينما أنت تتنفس هواء مهنيا جريئا وقويا، وعبر مهنية الرصد وصيد الخبر الذي يدور حول الحدث. 
هكذا رصد المالكي التحول الصحفي المرافق للمصداقية ومواكبة الحدث ونقله عبر هذه (السلطة) سلطة الشعب بلا شك هي السلطة الأقرب إلى العيون التي نرى فيها الحلول. 
ويقول: إنّ جريدة الصباح تتربّع على المشهد اليومي الذي ينتظره الموظف في مكتبه وسائق التكسي في تجواله، والمتابعون لحركة الصحف، صحيفة قفزت بالمطبوع اليومي إلى مرتبة راقية من حيث الجودة والخبر والانتشار، الإعلام بجزئيته المقروءة إعلام الشعب بلا شك، وهي بهذا الشكل من الاستطلاع تزيد من تحقيقاتها واستطلاعاتها وعلى نطاق أكبر، الملحقات وما تفرع من هذه المؤسسة الصحفية العريقة قد يتجاوز زمن الـ (17) سنة من حيث التوثيق والتدوين الصحفي والقفزة في الشكل والمضمون وكشف الكثير وتقديم المثير وكسب الأقلام المهمة.
ويعتقد المالكي أن الإدارة التي تمتلك التطلع، مصداقية الوصول والتواصل، العقليات الواعية والمتجددة هي التي تقف وراء هذا النجاح. وهي بلا شك مهمة ومهنية أن تكون جريئا وقويا وعلى مصداقية من المعلومة والخبر ونقله عبر التخصص والصياغة المدرسة بتخصص الصحفي الناجح، ضبط النفس العامل المهم في هذه المهنة.
ويضيف: جريدة الصباح مؤسسة تخرج منها الكثير، وما سجلته من نجاح يشهد على ذلك. فقط ما أتمناه من هذه المؤسسة (الصباحية) (الورقية) المهمة، أن تخرج لنا مجلة بورق جرائد تكون مناسبة من حيث قدرة الشراء مجلة تصل بكل سهولة للمواطن ومع اختصاص يكون شبه أسبوع، أي، اسبوع الفنون التشكيلية، اسبوع الكاريكاتير أن يكون ملحقا فقط رسوم الكاريكاتير مع مقابلات مع صانعي هذا الفن.