مسلمو بلجيكا يفتقدون افطار رمضان الجماعي

الصفحة الاخيرة 2020/05/18
...

بروكسل / كاظم الحناوي
 
رغم تنوع ثقافاتهم وجنسياتهم، إلا أن مسلمي بلجيكا يتشاركون الطقوس الرمضانية كل عام، وما زالوا حريصين على إحياء شعائر رمضان، ولكنهم هذا العام يتفتقدون تلك الأجواء الاحتفالية بسبب جائحة كورونا.
لم يكن يمر شهر رمضان على المسلمين من دون التجمع بشكل يومي في المساجد والحسينيات، في مدن ومقاطعات بلجيكا بشكل عام، حيث اعتاد المسلمون كسر الروتين اليومي للإفطار في منازلهم، بالإفطار الجماعي بين أروقة المساجد أو إحدى الحسينيات، لاستعادة الذكريات وتبادل التهاني والتبريكات بالشهر الفضيل.
يقول المهندس قصيد العيساوي: "تسببت الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فايروس كورونا، في اختفاء تلك العادة التي باتت تتأصل في بلجيكا". 
واضاف العيساوي أن " سكان بروكسل من المسلمين ينفذون التوجيهات بالبقاء في منازلهم حفاظا على صحة الجميع، إذ أن اليوم الأول للإفطار جمع غربتين؛ البعد عن الوطن الأم وغربة الافطار بعيدا عن الاصدقاء". 
وبيّن أنه " في مثل هذا الوقت من كل عام يشاهد توافد الصائمين من أحياء المدينة الى المساجد للإفطار بالتمر واللبن وأداء صلاة المغرب مباشرة، والبعض منهم يصطحبون معهم وجبات الإفطار والأكلات الشعبية المعتادة في شهر رمضان، ويتجمعون حولها في المساجد حيث الأجواء والطقوس الخاصة بالشهر المبارك".ويستذكر سيد حسين الحسيني، ذكريات رمضان من كل عام قائلا: " كنا نجتمع في الحسينية حول مائدة الافطار التي تضم انواعا مختلفة من الأكلات الشعبية التي يجيد القائمون على الحسينية طبخها بحرفية عالية، كالقيمة والشوربة والمرق، وبعد رفع الاذان نسد رمقنا ببعض تمرات وماء، وبعدها نؤدي صلاة المغرب، لنبدأ بعدها الافطار وسط هذه الأجواء الروحانية.
وتعتبر أم حيدر أن "الافطار الجماعي في بلجيكا له جوانب مهمة، أبرزها زيادة أواصر الألفة والمحبة بين المسلمين في شهر الصيام، باعتباره سبيلا للتقارب والتآخي، وزيادة المحبة بين أبناء الدين الواحد، كما أنه فرصة لتبادل أصناف متنوعة من الطعام، مستدركة " هذا العام غابت تلك المشاهد التي اعتدنا عليها".