داعش بين الغفوة والصحوة
آراء
2020/05/18
+A
-A
د. سعد العبيدي
هذا وفي متابعة لهذا الموضوع الحيوي يمكن القول ان داعش وإن تسجلَ أنها صحت من غفوة كانت تتلبسها، لكنها لم تبلغ في صحوتها مستويات ذات تأثير في ساحة القتال، فما زالت الأعمال التي تقوم بها بسيطة لا ترجح كونها قد تجاوزت المعرقلات الفعلية لعودة النشاط خاصة ما يتعلق منها بأهم عاملين وهما التجنيد والمال، ففي العامل الأول، انحسرت مستويات التجنيد لداعش عالمياً الى حدود تقترب من الصفر في عديد من الدول التي أدركت أبعاد اللعبة وأخذت تضيق كثيراً على سبل التجنيد، وفي العامل الثاني أي التمويل، فإنها وكما تشير الاخبار ما زالت تتصرف بأموال جمعتها سابقاً واحتفظت بها مطمورة في أماكن عدة، وإن هذه الأموال بدأت تتناقص بشكل مؤثر وان ما تحصل عليه من أموال جديدة شحيح جداً بعد أن أدركت كثير من الدول التي كانت تسهل مرور الأموال خطورة مرورها واحتمالات انعكاسها السلبي على أمنها فاندفعت باتجاهات التجفيف. ويمكن القول أيضاً إن الصحوة من تلك الغفوة لا يمكن عدها تطوراً لصالح داعش في ساحة القتال، ولا تعود الى قدرات تمتلكها أصلاً ولا الى قدرات جديدة أضيفت لها، بل ولأن قلة من أفراد الجانب المقابل لها في ساحة القتال استهانوا بها الى حدود الاسترخاء، وقلة أخرى استخفوا بها بحدود غير معقولة تصل الى اللامبالاة أدت الى نجاحها في تنفيذ أعمال ارهابية تحسب حتى الآن بسيطة، لا تؤثر في نتائج الصراع. والقول كذلك ان التنبه والحيطة والحذر التي يفترض أن تتمتع بها القوات الأمنية والتحسب لكل الاحتمالات هو السبيل الوحيد الى إعادة داعش الى غفوتها وربما الى موتها دون رجعة.