الى المرتجفين خوفاً وهلعاً من الكورونا

آراء 2020/05/30
...

حسين الصدر
- 1 -
جاء في التاريخ : انَّ رجلاً سأل ( ابن عباس ) – حبر الأمة – قائلاً :
مَنْ الذي يُحاسب الناسَ يوم القيامة ؟
فقال : يحاسبهم الله تعالى 
فقال الرجل :نجونا اذن وربِّ الكعبة ، لأنّ الكريم لا يُدقق في الحساب .
ان حسن الظن بالله الكريم يضفي على النفس عنصر الطمأنينة ويشحنها بكل مقومات الصمود ازاء الأحداث والطوارئ .
ولا ينبغي لاحد أنْ يسمح للشيطان أنْ يملأ نفسه بالوساوس والافتراضات السلبية الرهيبة، ليزعزع ثقته بربه، ويسلبه كل ألوان السكون والاستقرار النفسي .
- 2 -
وحكي : انه قيل لاعرابي في البصرة :
هل تحدّث نفسك بدخول الجنّة ؟
قال : والله ما شككتُ في ذلك قط ،
واني سوف أخطو في رياضها ،
وأشرب من حياضها ،
واستظل باشجارها ،
وآكلُ من ثمارها ،
وأتفيّأ بظلالها ،
وارتشف من قلالها ،
وأعيش في غرفها وقصورها ،
قيل له :أَ فَبِحَسَنَةٍ قدّمتَها أم بصالحةٍ أسلفْتَها ؟
قال : وايُّ حسنةٍ أعلى شرفاً وأعظمُ أجراً من إيماني بالله تعالى ، وجحودي لكل معبود سوى الله تبارك وتعالى .
قيل له : أ فلا تخشى الذنوب ؟
قال : خلق الله المغفرة للذنوب ، والرحمة للخطأ ،
والعفو للجرم وهو أكرم مِنْ أنْ يعذّب مُحبيه في نار جهنم .
وكان الناس في مسجد البصرة يقولون :
لقد حسن ظن الاعرابي بربه ، وكانوا لا يذكرون حديثه الاّ انجلت غمامة اليأس عنهم ، وغلب سلطان الرجاء عليهم .
( نقلنا الخبر عما كتبه الخطيب اللامع السيد داخل السيد حسن حفظه الله تعالى )
- 3 - 
انّ فيروس (الكورونا) قد أنسى الكثير من الناس أنهم في رعاية ربٍّ كريم رحيم ، يتعهدهم بلطفه واحسانه وَنِعَمِهِ المستمرة ، وبدلاً من الاعتصام به ، والانقطاع إليه ، والابتهالات والدعوات الخالصة بانزال العون اليهم، بالغوا في اليأس والقنوط حتى أصبحوا لا يشعرون بلذة الحياة ..!!
- 4 -
انهم أخطؤوا حين نسوا أو تناسوا ما أغدقه الله عليهم من النعم والبركات طوال المدة السابقة على تفشي فيروس الكورونا 
يقول الشاعر :
كما أحسنَ اللهُ فيما مضى 
كذلكَ يُحسنُ فيما بقي 
- 5 -
وهذا لا يعني إلقاءَ الحَبْلِ على الغارب، والاستهانة بالتوصيات والنصائح الطبيّة المقررة للوقاية من ( الكورونا )، فالحفاظ على النفس واجب ، ورعاية المقررات الطبية في هذا الخصوص لابُدَّ من الالتزام بها، درءاً للضرر وإبعاداً للنفس عن التهلكة ..
- 6 -
انّ مخالطة الناس – بمن فيهم المصاب والحامل للفيروس – عمليةٌ غبيّة،  فضلاً عن كونها مرجوجة شرعاً.
صحيح انّ ملازمة البيوت عملية صعبة ، ولكنها موقوتة ضماناً للسلامة  والنجاة .
- 7 -
ان كاتب السطور لازمَ بيته منذ أسابيع ولم يخرج الى خارج المنزل على الاطلاق .
انه كما يقال : واعظ متعظ ،التزم بما دعا اليه قبل أنْ يدعو غيره..!! 
- 8 -
الطوارئ كلها لا تبقى ولابد أنْ تزول ..
نسأله تعالى أنْ يدفع الوباء والبلاء عن العراق الحبيب وعن شعبه العزيز انه سميع مجيب .