تسلط رواية "بالأمس كنت ميتاً " للروائية رضوى الأسود، الضوء بشكل جلي على جرائم الإمبراطورية العثمانية في التاريخ، والصراعات التي رسمت فيها مشاهدها وشخوصها وأحداثها القومية والدينية بشكل عميق.
وتدور أحداثها السردية حول صداقة بين أسرتين، إحداهما من الأرمن والأخرى من الكرد، إذ تُظهر هذه الرواية مدى التأثيرات التي سببتها الانقسامات في فترة الاحتلال العثماني والجماعات الثورية والتطرفية، التي وقعت بمرحلة واكبت حياة هاتين الأسرتين، وتداعت منذ بدء شراكتهما حتى تكاثف الاضطرابات.
وفي مقطع من الرواية: (بعد أن أكملت ليلى عملها، راحت تتأمل لوسي في استرخاء. كانت قد أزالت ما زاد عن حاجة جسدها من الشّعر. ربطت لها مشد الصدر الـ"بوش أب" وهي تغني بصوت مخنوق أغنية عرس. حركتها باتجاهات عدة حتى تمكنت من إلباسها بيجاما حريرية نبيذية دون أكمام، بسروال قصير.. بالغت في التركيز وهي تزين وجهها بماكياج رقيق، لونت أظافر يديها وقدميها بلون البيجامة نفسه. ووضعت بمحاذاة قائمة السرير خفّاً أنيقاً بسيور جلدية، قبل أن تطبع قبلة على يدها المغروسة فيها "الكانيولا" التي تنتهي بمحلول معلق في أحد خطافي قضيب حديدي ينتصب بجوارها، أغمض الجسد المسجى عينيه امتناناً، ثم فتحهما على اتساعهما ليجذب تلك الواقفة أمامه ليخنقها احتضاناً).
يذكر أن رضوى الأسود من مواليد القاهرة 1974، حاصلة على ليسانس الآدب، قسم اللغة الفرنسية من جامعة عين شمس، ولها العديد من الاصدارات منها "حفل المئوية، تشابك، كل هذا الصخب، زجزاج، أديان وطوائف مجهولة: جوهر غائب ومفاهيم مغلوطة" وجاء الكتاب في (294) صفحة من القطع الصغير، وصدر عن الدار المصرية اللبنانية.