من أعظم المؤشرات على قوّة المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، ونفاذها الى عقول الناس وقلوبهم، استجابتُهم السريعة الى ما تُصدره من فتاوى تمس في الصميم أثمن ما لديهم، إذ ليس هناك أثمن من الحياة، وهي تُبذلُ بسخاء في معركة المواجهة الساخنة لأعداء الله والانسانية بفعل فتوى المرجعية .
- 2 -
ليس ثمة من مجال للمقارنة بين النداءات التي تُطلقُها الجهات والهيئات، ونداء المرجعية الدينية العليا، إذ انّ نداء المرجعية يتسم بطابع (القداسة) التي لا تتسرب اليها ذرة من الشك في الدوافع والخلفيات، وإنما تُعدّ قمة الموضوعية والاخلاص .
- 3 -
وقد كان للفتوى المباركة التي أطلقها سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني – دام ظله – في الجهاد الكفائي لِزُمر التكفيريين الارهابيين الذين انتهكوا الحرمات، حين عاثوا فساداً في البلاد والعباد، فدنسوا التراب العراقي الطاهر، وأزهقوا الأرواح البريئة، واعتدوا على الأعراض، واغتصبوا الأموال، واجترحوا من الجرائم والمظالم والفظائع ما تقشعر له الابدان، وكل ذلك يُلصِقُونَهُ زوراً وبهتانا بالاسلام، والاسلام بريء منهم، ومن خرافاتهم وأعمالهم وأقوالهم ونزعتهم الهمجية الوحشية التي تقطر حقداً على الانسانية .
- 4 -
لقد كانت الفتوى المباركة تاجاً فوق مفرق الأبطال الذين هبّوا للدفاع عن الارض والعِرْض والمقدّسات، وتركوا أبناءهم واعمالهم ومصالحهم، وانطلقوا نحو ساحات المواجهة الساخنة لينالوا إحدى الحسنيين، وجاءت النتائج – والحمد لله – باهرة فريدة، وأضافت الى ملاحم البطولة العراقية ملحمة جديدة .
- 5 -
إننا إذ نحيي المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف في الذكرى السنوية السادسة لفتواها المباركة، التي توّجت معركة الانتصار على الأوغاد من داعش، نؤكد على أهمية التلاحم بين الجماهير العراقية ومرجعيتها الدينية الرشيدة، فإن هذا التلاحم هو مفتاح الفلاح
والنجاح.
- 6 -
كما اننا نجدّد التحية والثناء لقواتنا المسلحة العراقية كلها؛ من الجيش والشرطة والحشد الشعبي وقوات العشائر الكريمة، مبتهلين اليه سبحانه أنْ يصون العراق الحبيب، وأنْ يُنزل النصر على شعبه العزيز..
إنه سميع مجيب .