قحطان جاسم جواد
صدر متأخراً العدد الجديد من مجلة رواق التشكيل الصادرة عن جمعية التشكيليين العراقيين والذي يحمل الرقم ثمانية، تأطر غلافه الاول بلوحة اكليريك على كانفاس للفنان وضاح مهدي ، وكتب الفنان قاسم سبتي رئيس الجمعية كلمة لطيفة في افتتاحية العدد قال فيها كان من المفروض ان يصدر العدد مع اول دورة انتخابية جديدة غير ان الظروف المحيطة ببلادنا والظروف السياسية ووباء كورونا كلها حالت دون تتابع الانشطة الفنية واجراء الانتخابات .وقد سبق ان اجلت الجمعية نشاطاتها الفنية المتعددة تضامنا مع الاجراءات الرسمية للدولة في فرض الحجر الصحي منعا لانتشار الوباء.
لمهم استطاعت الجمعية ان تتجاوز بعض الصعوبات وتصدر عددها الجديد من مجلة رواق التشكيل تحديا للصعوبات وكي نبقى على اتصال بزملائنا من الفنانين التشكيليين العراقيين. واحتلت ظهر الغلاف الاول لوحة معبرة للفنان اياد بلادي، فيما احتل الاخير عمل نحتي للفنان احمد البحراني. وكتب الناقد ياسين النصير مقالا عن ابجدية نصب الحرية قال فيه (لا تقرأ النصب بلغة واحدة لانها موجهة لجهات برؤى متعددة،لذلك لا تستوعبها قراءة واحدة، الامر الذي يجعل النصب خاصة في الساحات العامة كساحة التحرير في بغداد باوجه عديدة كل وجه يتطلب قراءة جديدة.) وكتب مدير تحرير المجلة الدكتور جواد الزيدي مقالا عن الاحتجاج وتوطين الهوية في التشكيل العراقي المعاصر تناول فيه رصد علاقة التشكيل بمفهوم الاحتجاج وما يقتضي من تفكيك المصطلحات التي تمثل متغيرات البحث من خلال المقاربة النقدية، بدءا من مفهوم الاحتجاج الذي يعني اعتراض او استنكار ورفض ومقاومة سلمية تتخذ اشكالا مختلفة في التعاطي مع المفهوم، كما كتب الدكتور عاصم عبد الامير مقالا عن الفنان احمد البحراني بعنوان “اعشاش ذاكرتنا الاولى”، وكتب محمد خضير عن الرسم الشافي لدى الفنان علي النجار فقال فيه “ينجز الفنان علي النجار اعماله التصويرية باداء حر وتجهيز متفرد ينطبق عليه تعبير العمل خارج الحدود والخروج الذي نعنيه في تعبيرنا يساوي الاختلاف في مفهوم دريدا والوثيقة في مفهوم فوكو”. واشار القاص جاسم عاصي الى جدار الفنان سومر الهنداوي وما تضيفه التقنية للبنى الفكرية، وكتب مالك المسلماوي عن تجربة الفنان ماجد شيليار فقال “تحيلنا اعمال هذا الفنان الى البراءة بالعودة الى الطبيعة نكاية بالصخب والتعقيد والفوضى التي تتفاقم في حياة ينقصها عصر السلام والهدوء ،الذي افترسته التكنولوجيا وتحول الانسان فيه الى عبد للآلة”.و كتب الناقد صلاح عباس سكرتير تحرير المجلة موضوعا عن الفنان محمود شبر بعنوان “الافصاح والرؤية والموقف” قال فيه “ان شبراً يقدم خلاصته في الرسم وتواصله الفني ومهارته الادائية، وينجز كل ذلك بحسب الطلب وبقي على هذه الوظيفة الفنية لسنوات طويلة مرتضيا واقع الحال الذي هو فيه.ولكن في لحظة موضوعية معينة اكتشف بان كل مهارته وخبرته التي تدرب عليها ومارسها لا ترتقي لمستوى الانجاز الذي يكفل له تحقيق ذاتيته والاعلان عن اهوائه ورغباته والكشف عن مكنونات تخيله ورصيد تصوره وحدسه وتوقعه، وكل ذلك يلزم المحاولة لاعادة ابتكار الذات الابداعية مجددا”. وكتب الصحفي قحطان جاسم عن تناول الكاتب محسن الشمري تجربة الفنان باسم التكريتي بمقال بعنوان” ذاكرة على ضفاف دجلة”. وتناول الدكتور جواد الفرحان سمبوزيوم الرسم بمقال بعنوان “مقاصد الجمال لحراك مجتمعي”، تناول فيه الاحتجاجات الاخيرة لشباب الانتفاضة التشرينية البطلة وما افرزته من نتائج كبيرة على صعيد التشكيل
العراقي.