سعدي السبع
تنويْ شركة مايكروسوفت الاستغناء عن خدمات عشرات الصحفيين العاملين بموقعها الاخباري واستبدالهم بروبوتات الذكاء الصناعي التي ستتولى تحرير القصص الاخبارية واختيار الصور وتهيئة المقالات في الصفحات الرئيسة وعزت الشركة اسباب ذلك الاجراء الى الاعتماد على عمل الانسان الالي ولم تتردد عن الاعلان ان وجود الصحفيين لم يعد ضروريا في منصاتها
الاعلامية.
ويأتي ذلك القرار في ظروف تفشي وباء كورونا، وتلقى الصحفيون في اماكن اخرى ضربة موجعة تتمثل بانهاء خدماتهم في العديد من المجلات والصحف الورقية التي توقفت وانهت عمل صحفييها بدعوى عجز الموارد المالية وعدم توفر الخدمة الاعلانية ومخاطر العدوى من الفايروس ومن اجل استمرار حضور بعض تلك الصحف في الساحة الاعلامية لذلك لجأت الى الاصدار الالكتروني.
واذا اجتمع التطور التقني ووباء كورونا حاليا بالاجهاز على الصحفيين في العالم وتعرضهم الى فقدان وظائفهم فان تسريحا اخر قد شملهم قبل ذلك بتوقف اصدار العديد من المطبوعات الورقية ومنها ما يمتلك تاريخا مهنيا وصحفيا يمتد لعقود وسنوات طويلة وشكّل توقفها صدمة للقراء والمتابعين.
فما الذي ينتظر الصحفيين المهنيين اثر ذلك في وقت التطور الرقمي المتدفق ونقل الاخبار والوقائع والاحداث بشكل سريع الى جانب اتساع خدمة المعلوماتية بسهولة ويسر، ذلك رغم ما تحمله الصحيفة الورقية من علاقة تواصل حميمة مع القارئ والمتابع وحالة طقوس قراءة اعتاد عليها الكثيرون عبر الاجيال المتعاقبة وهذا ما جعل صحفا مهمة تستمر بالصدور وخصوصا تلك التي تجد حاجة للمواصلة ومتابعة شأن بلدانها والعالم وايصال الصوت الاعلامي الوطني الى الخارج.
وازاء ما يتعرض له الصحفيون في بعض دول العالم من حالات الاستغناء والتخلي الكيفي مما يؤدي الى حرمانهم من مصدر معيشتهم فلابد من سن تشريعات قانونية كافلة وضامنة لحقوقهم ووفق عقود عمل معتمدة وموثقة بين الطرفين وهذا ما يقع على عاتق النقابات والاتحادات المهنية المختصة.
وفي كل الاحوال لا يمكن ان يبقى الصحفي اينما كان معرضا دائما للفصل والابعاد القسري بسبب قرارات المؤسسات الاعلامية وتبعا لمزاج اداراتها التي تدعي اسبابا شتى قد لا يكون الصحفي المبعد مساهما او طرفا في حدوثها، الامر الذي يدعو الى الاستغناء عن خدماته كما لا بد ان تستجيب الحكومات والاجهزة التنفيذية بفاعلية وجدية والتعاطي مع التشريعات القانونية التي تضمن حقوق الصحفيين وتبعدهم عن الاجراءات التي تجعلهم خارج مؤسساتهم الاعلامية الى جانب حمايتهم من المخاطر والاعتداءات والانتهاكات التي يتعرضون لها اثناء تأدية رسالتهم
المهنية.