أهوال الكورونا

آراء 2020/06/20
...

صباح محسن كاظم 
 

تمر الشعوب والأمم بمنعطفات خطيرة تهدد وجودها البشريّ كالحروب الفتاكة طوال التاريخ، وآخرها الحربان الكونيتان اللتان أودتا بمئات الملايين من الأبرياء وتبعتهما حروب طالت العالم بأسره، ومرت بمأساة كالزلازل التي حطمت البنى التحتية، وأودت بملايين الضحايا، وتتجاوز البشرية تلك المحن بالبناء العلميّ والثقافيّ والاستعدادات اللوجستية بجميع الجوانب..

  لكن مداهمة وباء "كورونا" بهذه الجائحة التي أوقفت أكثر من 6 مليارات بحجر إلزامي، وشلت 90 بلداً بالعالم تعد هي الأخطر بالأوبئة التي مضى عليها قرن بهذه الصورة المُفزعة المُرعبة التي خطفت للآن أكثر من نصف مليون من الضحايا وما يقرب من 6 ملايين مصاب عالمياً ومازالت تنتشر كالنار بالهشيم، لم تقف أمامها أكثر الدول بالضمان الصحيّ والتطور التكنلوجيّ فهتكت الشعوب كإيطاليا وإسبانيا وأميركا بعد ظهور الوباء بالصين.. وعشرات من المحللين يوعزون ذلك لحرب فيروسية جرثومية عالمية للتفرد الاقتصادي والهيمنة بين أقطاب الصراع بالعالم للاستحواذ على تصدر المشهد الاقتصادي والسياسي للقطب الواحد بلا ثنائيات. كما سرب من الروس والصينيين بأن الفيروس الذي أصاب مجموعة من الجنود الأميركان بأفغانستان بالتسرب المختبري تكتمت عليه الولايات المتحدة وتم ارسال الجنود للصين للمشاركة في العرض العسكري في فيفري في ووهان لإبعاد شبهات وفاتهم عند العودة بسبب الغاز وأعلن وفاتهم بسبب كذبة الفيروس. لأجل مطالبة السلطات
 

الأميركية. 
بعد ذلك بإتهام الصين بإنتاجه بعد يوم من العرض العسكري في ووهان تم الإعلان عن الفيروس من قبل منظمة الصحة العالمية والمكان ووهان (السبب الوحيد لاختيار ووهان بالتحديد لان الجنود الـ 67 المصابين شاركوا في عرض ووهان وليس أكل الخفافيش والأفاعي في ووهان هو السبب)، فيما سرب قبل العرض بـ 10 أيام تم اكتشاف الغاز من قبل طبيب في المختبرات الصينية ولكن السلطات الصينية تكتمت على الموضوع وقامت بعزل الطبيب 7 أيام حتى الموت، وهو سبب مطالبة أهل وأصحاب الطبيب بحقيقة موته. في آخر استطلاع عالمي لـ 12 مفكراً من مختلف القارات الذي نشر بموقع بوابة الهدف - ترجمة وتحرير: أحمد مصطفى جابر- عن فورين بوليسي جميع هؤلاء أشاروا لنقاط جوهرية منها ماذكره: جوزيف س. ناي الابن (أستاذ في جامعة هارفارد ومؤلف كتاب Do Morals Matter؟ الرؤساء والسياسة الخارجية من روزفلت إلى ترامب)، إنه في العام 2017، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن ستراتيجية جديدة للأمن القومي تركز على منافسة القوى العظمى. ويظهر COVID-19 أن هذه الستراتيجية غير كافية، حتى لو سادت الولايات المتحدة كقوة عظمى، لا يمكنها حماية أمنها من خلال التصرف بمفردها، كما لخص ريتشارد دانزيج المشكلة في العام 2018: "إن تقنيات القرن الحادي والعشرين عالمية ليست فقط في توزيعها، ولكن أيضًا في عواقبها. يمكن أن تصبح مسببات الأمراض وأنظمة الذكاء الاصطناعي وفيروسات الكومبيوتر والإشعاع التي قد يطلقها الآخرون بطريق الخطأ مشكلتنا مثل مشكلتهم. يجب متابعة أنظمة إعداد التقارير المتفق عليها، والضوابط المشتركة، وخطط الطوارئ المشتركة، والمعايير، والمعاهدات كوسيلة لإدارة المخاطر المتعددة لدينا".. أزاء هذا المشهد ماذا يترتب على الأكاديمي، والمثقف، والأديب، والإعلامي .. وهم يحملون هموم الإنسانية بكل مكان كيف يطوق الوباء؟ كيفية التعاطي الذهني وكيف يُجسد تلك الآلام والمحن التي شهدها العالم خلال هذه الجائحة المدمرة والوباء المُنتشر بكل الأصقاع  للقضاء على الوجود الإنساني، فالخطر مُحدق بالجميع!؟ .. لاريب أن كل الأجناس الإبداعية ممكن توظيفها بالإعلام الألكتروني ومنصات التواصل، ممارسات فنية من التشكيل، والمسرح، والقصيدة، والرواية، والقصة ترصد الحالات الإنسانية لتكون الشاهد على العصر..  كما خلدت النصوص المسرحية الهادفة الصراع الإنساني بمسرحيات شكسبير.. أو لوحة الجورنيكا لبيكاسو الحرب الإسبانية.. وقصائد بودلير وأليوت ووالتمان ضد الحروب والفجائع الإنسانية يمكن للسرد القصصي والروائي استلال موضوعاته من تلك المأساة العالمية وهو يرى الناس تموت بالطرقات .. حتى أن الطليان قاموا برمي أموالهم من نوافذ العمارات للطرقات مادامت لاتنفع الأموال بالشفاء.. المسؤولية تضامنية بالتذكير والإرشاد والتبصير والتعفير وعدم الإفراط بالتعليمات الصحية بكسر الحظر.. والاستهانة بالخطر.. وتوهين المجتمع بل التآزر المطلوب من المجتمع العراقي بكل عناوينه الدينية والمدنية والإعلامية والطبية.. والإصغاء للجيش الأبيض من الطبيبات والأطباء والملاك الصحي، فضلاً عن تطبيق القانون بالحظر لكي لا نخسر 
المزيد.