زميلنا {دولة الرئيس}

آراء 2020/06/29
...

حمزة مصطفى
 
لا تختلف معاناة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي عمن سبقه من رؤساء الوزارات العراقية خصوصا بعد العام2003 . كل ما قاله لنا حين التقينا به الأسبوع الماضي (مجموعة من الإعلاميين والمحللين السياسيين) نعرفه جيدا لأننا سبق أن سمعناه بطريقة أو بأخرى من أسلافه باستثناء شيء واحد أسقطه الكاظمي وهي نظرية المؤامرة. نظرية المؤامرة كانت على مدار السنوات الـ 17 الماضية تأكل وتشرب معنا سواء ارتفع النفط الى عنان السماء متخطيا عتبة الـ 120 دولارا للبرميل الواحد أو هبط الى ما دون العشرين دولارا مثلما حصل قبل أسابيع. 
على مدار سنوات النظرية كنا لانستطيع عمل شيء. نريد أن نبلط طريقا ترفض إسرائيل ذلك. نريد أن نبني مستوصفا صحيا في قرية الحاج دغموش يحرك حلف الناتو قواته من أقاصي المحيطات ضد هذه الخطوة العملاقة. نريد نسوي جسر طابق ونص لاتنام كوندليزا رايس الليل قبل أن تلغى خطط الجسر وتأمر بتصدير مواد البناء الى كازاخستان عبر رأس الرجاء الصالح (قناة السويس كانت تحت التصليحات في وقتها). إذن الأمر لم يكن بيد الحكومات السابقة والبرلمان في دوراته السابقة والكتل السياسية في كل دوراتها السابقة واللاحقة لأنها لايطالها التغيير شاء من شاء وأبى من .. صخم وجهه.
نعود الى جلستنا مع الكاظمي باعتبار نحن وهو زملاء مثلما قال لنا الرجل بكل ود. تكلمنا في شؤون شتى وبعضنا تحدث بصراحة وقوة (طبعا مو آني). وكان الانطباع الذي عبر عنه زميلنا دولة الرئيس من خلال ما أعلنه زميلنا أيضا أحمد ملا طلال الناطق الرسمي باسم الزميل رئيس الوزراء مريحا. جاء ذلك من منطلق أن المطلوب هو أن يكون الحديث صريحا وواقعيا وشفافا طبعا وهو ما عبر عنه أيضا الزميل نقيب الصحفيين مؤيد اللامي.
الجلسة كلها كانت بين زملاء يطمحون الى بناء دولة كانت على مدى السنوات الماضية "على باب الله" برغم غناها الذي يوصف بأنه فاحش. لكن هل ستبقى كذلك في المستقبل؟ ولأن الصحفيين في العادة لايعطون لزمة على أنفسهم فإننا حين بدأنا "نحجي معلك" بشأن كيت وكذا وماذا كان وما ينبغي أن يكون وتعال وروح قطع علينا الزميل الكاظمي الحديث قائلا إن عمر حكومته لايتعدى الأسبوعين. الرجل ألزمنا الحجة أليس كذلك. زميل همس بأذني خارقا مبدأ التباعد الكوروني "لو كايل أبو هيا نظرية المؤامرة أحسن" من جانبي إبتسمت "بعبي" مع أن الرجل على حق.. إذا حكومات صار لها تعمل 17 عاما وجدت نفسها حايرة في دفع رواتب شهر لولا قانون الاقتراض الذي أقره البرلمان مشكورا بربع ساعة وصادق عليه السيد رئيس الجمهورية مشكورا هو الآخر بأقل من 24 ساعة (يعني مسافة السكة بين مبنى البرلمان وقصر بغداد) فما الذي يمكن أن تعمله حكومة حديثة الولادة عسيرتها؟ سوف نمنح الزميل دولة الرئيس سنة. بعد السنة نتحاسب إذا سمح لنا (كوفيد – 19).
وبصرف النظر عما يمكن أن يتحقق خلال سنة من الآن فإنه في حال "دق لنا" اليتيمة واستحضر نظرية المؤامرة مثل سابقيه فإن ذلك يعني أن الدولة سوف تبقى تستدين وتداين وتقترض وتشحذ وتدق أبواب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي ومصرف الرافدين والرشيد وآشور والمتحد والإسلامي وصندوق تقاعد المتقاعدين، واحتمال صندقجة حجية عمشة التي تحتوي فلوس.. الدفنة مالتها.