إكليلُ بخديدا يتوّجُ بصرَ آلهةٍ يولدونَ بانتشاءِ مزيجٍ من السماء والضوءِ، في فنجانِ صلصالٍ يفكّرُ بحكمةٍ طازجةٍ .
تحلّقُ من شرفاتٍ بيوتاتها الطينية (كانت) التي تتسلّقُ منتشيةً ببساطتها في خرزِ الوقتِ، ينهض جسدُ الغيمِ من تجاعيد أصابعها وطياتها تصيدُ أسماله الصلصال.
وتقرأ في مخطوطاتِ نواقيسها الطريّة بالتعاويذِ، تتامّلُ قامتها الأبجدية وتحتارُ كيف تكتبها؟، تثمل العبارةُ وهي تسعُ معناها الربّانيّ وتشعُّ منها فراسةُ السطور، فأجمعُها في مكانِ يغوي بملامحهِ المطرُ.
وسيّانَ أكانَ فيما ترسلهُ بلاغاتِ نطقٍ، يتكهّنُ بالبختِ ام مزيداً من الرغبةِ.
على شاكلةِ طريقٍ طازجٍ يلصقُ خرزاً زرقاءَ على بنفسجِ أبوابها.
تنطق حكمةً تنشغل بتأويلِ قدّاسٍ يذهلُ منه الضوءُ في حضورِ الروحِ والكلام، هي هناكَ في لوحِ معبدٍ تتحفهُ بفتنةِ حسٍّ أو شلّال وردٍ يزيّنُ عربةً آشوريّةً، يقودُها لماسو الذي يطلقُ الضبابَ والموسيقى والرقصَ وألوان قوس
قزح.
تنحني إيقوناتٌ لها من معبدٍ عالي الكتفينِ وتخيطُ لها الشمسُ منمنماتٍ أسمالها شالاً تقفُ أمامهُ مرآةٌ لاذعةٌ، تمدُّ بساطةَ الضوءِ من شمعةِ قربَ كاهنٍ.
يتلو رتبةَ القربانِ وبيدِها صولجانٌ وزيتُ فصحٍ في كأسِ يردّدُ ارتعاشةَ الصمتِ، فنفهمُ أنّنا منذُ بدءِ الطينِ فينا كنّا ترتّلُ
كرياليسون.