بكالوريا في زمن المحنة

آراء 2020/07/08
...

زهير الجبوري 
 

في هذا الزمن الاستثنائي، زمن الجائحة، تغيرت الكثير من حسابات الخطط المرسومة في مؤسسات الدولة، ولأن المرحلة الحساسة التي يعيشها الطالب العراقي (تحديدا في وزارة التربية)، فقد قامت الوزارة الموقرة بايجاد الحلول المناسبة لتخطي العقبات في المراحل كافة، ماعدا المرحلة المنتهية في الصفوف الإعدادية في الفروع كافة والاختصاصات كافة (المهنية منها)، ولأهمية الصف المنتهي فقد تم تحديد الموعد المطلوب لإجراء الامتحانات النهائية وهي خطوة جريئة ومبارك تؤكد قدرة الوزارة على تخطي الموضوع بوضع آلية مناسبة، هذا لم يأتِ عن فراغ، بل من خلال عقد جلسات متتالية بغية الوصول الى هدف مثمر (باعتقاد خاص)..
ولأني أمارس التدريس في أحد المدارس الأهلية في مدينة الحلة، فقد سمعت العديد من زملائي قد توصلوا الى بعض النتائج المناسبة، غير أني أرى من الضروري وجود بطاقة صحية تؤكد سلامة الطالب من أية إصابة بمرض خطر، أضف الى ذلك تخصص لجنة طبية قبل دخول الطلبة الى قاعات الامتحان، ومن ثم تصبح العلمية الامتحانية خالية من قلق الوباء، وبما أن الموضوع سابق لأوانه، فقد نتأمل حصول هذه الخطوات، لا بوصفي تدريسيا لسنوات، إنما بوصفي مواطنا عراقيا أولا، وقارئا للواقع السياسي والاجتماعي والنفسي والتربوي ثانيا، والملفت للنظر أن الانسان العراقي عبر عقود عديدة يستطيع ان يتجاوز المحن التي يمر بها، عكس المجتمعات الأخرى المسترخية التي تصدم بهكذا حياة ملئية بالمفاجآت ..
كما أن إجراء اللازم وتوخي الحذر لدى الطلبة عند الوصول الى قاعاتهم الامتحانية أمر يؤخذ بنظر الاعتبار من خلال وضع التوصيات المطلوبة، وعدم تأجيج الحالات المحبطة او (تخويفهم)، لأن الجانب النفسي له الدور المؤثر، في (وزارة التربية) هناك من هو مختص في إعداد التعليمات في الظرف الاستثنائي، لذا فإن الأمور ستمضي بسلام، إذا وضعت الخطط المرسومة لنجاح هذه الخطوة، يشكل نقلة كبيرة سيذكرها التاريخ في عتمة وجود (عدو لا يرى بالعين المجردة) ..
إنّ المرحلة الحالية هي مرحلة إنقاذ، وعلى إثرها تسير الامور بتروٍ كبير، وملاكاتنا التدريسية وإداراتها في جميع مدارس العراق، بلا شك قامت بالواجب، وبعد تخطي هذه المرحلة ستحصد النتائج وستضاف الى تاريخ التربية العراقية، فالامتحانات النهائية (البكالوريا) سترافق جميع طلبة العاصمة بغداد والمحافظات الأخرى على قدر يسير من الاستعداد النفسي بمعنوية عالية، لأن الطموح في مثل هذه المرحلة يكسر كل حواجز القهر والألم، مثلما مررنا بها نحن سابقا في أجواء مغايرة (حروب وحصار وعوز) ..
ولعل العوامل المناهضة لنجاح اي مشروع تربوي يحتاج الى خطوات تعبوية كبيرة ترفد هذا المشروع وتعمل على إكماله بأحسن صورة كالجانب الإعلامي ـ مثلا ـ من خلال وضع (دعاية) وقتية في وسائل الاتصال في الميديا (النت .. الفضائيات .. الاذاعات)، لأن السلامة العامة هي الهدف المنشود لطلبة البلد او للشعب العراقي ككل.
(البكالوريا في زمن الكورونا)، مسؤولية الجميع، وكل من مكانه (بخاصة أصحاب الشأن من الأسر)، سيعمل في إنجاح هذه الخطوة الوطنية، وسيتحقق حلم كل طالب او طالبة، وستستمر عجلة الحياة، وستمضي مسيرة الانسان العراقي مهما انطوت عليه من ظروف القهر، فالكفاءة العراقية حضورها في أغلب بلدان العالم المتحضر، وهذا دليل قاطع على الموهبة الربانية لعقلية العراقي منذ نشأته الأولى الى يومنا هذا ..