يتطلع الشارع الرياضي اليوم بشغف كبير إلى ملف الإدارة الفنية في اتحاد الكرة وإعادة تفعيل لجانه العاملة بصيغ أخرى بعد قرار " الهيئة التطبيعية" التعاقد مع المدير الفني الأجنبي الجديد الهولندي الخبير يان فان ستا او الذي يسمى بـ Technical Director إذ ستوكل اليه المهام والأدوار لبناء ستراتيجية الإعداد والتخطيط الصحيح ووضع الأهداف المستقبلية وتنفيذها بآليات تتماشى مع واقعنا الرياضي الكروي لمنتخباتنا وتوحيد أساليب الاداء ، بالإضافة الى تطوير اللعبة والارتقاء بمستوى المدربين العاملين وتقويم مستواهم بشكل مستمر، كما سيقوم بتحليل بيئة اللعبة والوقوف على إمكاناتها البشرية والمادية والفنية عبر الستراتيجيات والخطط المستقبلية التي يلزم بها الجميع.
الهولندي ستا في سطور
"الصباح الرياضي " تكشف عن مسيرة المدير الفني لاتحاد الكرة الهولندي ستا المليئة بالتجارب الناجحة اذ يبلغ من العمر 65عاما ويعيش حاليا مع زوجته في مدينة ألميلو شرق هولندا وقريبا جداً من ابنته تمارا وحفيداته الثلاث ليلي ماي، ورومي و زوي، يجيد ثلاث لغات ( الهولندية – الألمانية – الانكليزية) حاصل على شهادة البرو الاوروبية ويتشابه أسلوب عمله الخططي مع زميله المدير الفني الخبير الهولندي هان بيرغر الذي عمل لسنوات طوال في الاتحاد الأسترالي وشارك في وضع فلسفة لعب اكاديمية اجاكس أمستردام مع زميله المدرب الشهير الهولندي ادريانسي، وكان فان ستا لاعب كرة قدم سابق ومثل اندية إف سي أوترخت و هيراكليس وجو اهيد إيغلس فضلا عن المنتخب الهولندي ثم انتقل بعدها الى العمل التدريبي في الأندية والاكاديميات في البلاد المنخفضة، وارتبطت نجاحاته في التخطيط ووضع الستراتيجيات مع نادي إف سي تفينتي في العامين 2006 و2007 الذي عين فيه مديرا فنياً لهذا النادي الذي فاز ببطولة الدوري الموسم 2009-2010 وخلال هذه الفترة قام ببناء شبكة كبيرة جدا من اللاعبين ، الوكلاء ، المدربين من جميع أنحاء العالم وقدم لهم العديد من الاستشارات الدولية للمدربين، وفي 2014-2015 عمل رئيسا لأكاديمية إف سي تفينتي النادي والمسؤول الاول عن اكتشاف المواهب المحلية والدولية بالإضافة الى الإدارة الفنية للفريق الاول والرديف كما عمل مديرا فنيا لفريق جو اهيد إيغلس في 2017-2018
فلسفة عمله وأسلوب لعبه
وعلى شاكلة فلسفة الكرة الهولندية فان المدير ستا يؤمن بفكرة الارتقاء بمستوى اللعبة وكسر نمطية الأداء وتوظيف السرعة والمهارة والذكاء الميداني والتحرك المباغت وإيجاد الحلول الفورية وإعادة النظر في مفهوم الحيازة وتسخير المهارات الفردية في الواجبات الهجومية وتبني أساليب جديدة في تسجيل الأهداف وتطوير الهجمات المرتدة او الهجوم المضاد في ملعب الخصم وتكيّف اللاعبين في اللعب تحت الضغط ، مع تطوير جودة التدريبات وسرعة التحرك القائمة على الرؤية والسلوك المنضبط، وعليه فان أسلوب اللعب الذي كان يروم تطبيقه في الاندية والاكاديميات يشابه كثيراً الأسلوب الاسباني لكن يختلف معه في ثلاث نقاط مهمة الاولى: تفعيل منطقة الوسط بواسطة اللعب المباشر عبر الكروسات (الكرات الهوائية) المرسلة من الخلف والأمر الثاني هو الرهان على خيار التخطي الفردي وضرورة استعادة الكرة الثانية من المنافس بشكل مميز ومستمر بفعالية عالية بحكم تواجد أكثر من لاعب في مسار الكرة واخيراً الضغط العالي في
ملعب المنافس .
صلاحيات مطلقة
وعليه، بات لزاماً على الهولندي يان فان ستا الذي تم اختياره بين ملفات سبعة مدراء فنيين أوروبيين من مختلف الجنسيات، إلزام الجميع بفلسفة عمل واحدة على ان يتمتع بصلاحيات مطلقة تتيح له حرية الاتصال والتنسيق والارتباط مع جميع اللجان العاملة في الاتحاد ومدربي المنتخبات الوطنية، بواسطة برامج علمية واجندة عمل واضحة، وان سلطته الوظيفية وقوته في الهرم الاداري يأتيان بعد المكتب التنفيذي لأنه سيكون متواجداً في معظم الاجتماعات المهمة كونه يجيد مهارات التحليل ويعمل وفق قاعدة بيانات دقيقة و يتعامل مع المعطيات التي تفرزها الشواهد و البرامج في مجال كرة القدم، كما يمتاز بالمهارات التنظيمية والرؤى الإدارية وقدرته على شرح المسائل التقنية للأشخاص الذين لديهم خبرات قليلة في المجالين التقني والخططي في كرة القدم وسيسعى الى تطبيق متطلبات الفيفا والاتحاد الاسيوي والمناهج الحديثة بالإضافة الى صناعة المدربين الشباب، والسؤال المطروح هنا: هل تتقبل العقلية العراقية التدريبية والإدارية التعاطي بروح إيجابية مع تلك الأفكار والرؤى التي يحملها هذا الهولندي او غيره من المخططين الأجانب والتنازل قليلاً عن الذات العالية و الأنا
المتضخمة ؟.