موسم .. بلا موسم!

الرياضة 2020/07/20
...

علي رياح
 

ألقت الهيئة التطبيعية لاتحاد الكرة كل معاذير الأمس جانبا ، وأعلنت على الملأ أن الموسم الكروي الجديد سينطلق في الحادي والعشرين من شهر أيلول المقبل، بعد أن تكون الأندية قد أخذت وقتا مناسبا للتهيئة واستكمال تحضيراتها بالتوازي مع الحذر من تبعات كورونا وآثاره المستمرة على كل تفاصيل الإعداد للموسم.
الموعد الذي تمّت دراسته في عناية تراعي استحقاقات العراق الخارجية على مستوى المنتخبات والأندية، سيكون بمثابة التحدي لمجتمعنا الكروي كله وليس للهيئة المسيّرة للعبة وحدها، فنحن في ظرف تنطبق عليه مفردة (استثنائي) كما لم تنطبق هذه المفردة على موسم من قبل، فشكل إدارة الاتحاد استثنائية، والفايروس العابر للقارات ألزمنا بيوتنا طويلا، ومعاناة الأندية المالية لا تخفى بالرغم من الحديث عن أرقام غير معقولة في سوق تعاقدات اللاعبين!
موسم جديد يلوح في الأفق ولا بد من أن نستبشر خيرا، بعد أن خرجنا من استحقاقات الموسم الماضي على نحو أبتر منقوص لا طعم له على أمل أن نشهد جديدا في الموسم الذي يليه، كان الدوري عبئا على الجميع، تعثر أكثر من مرة للتقاطعات الحادة وللذهاب إلى أروقة القضاء وما نجم عنه من تغيير في اليد التي تحمل لواء المسؤولية ولا أقول القيادة.
ذهبت وجوه في اتحاد مُنتخب كان موضع الجدل وجاءت أخرى في الهيئة التطبيعية للإصلاح، والوعد مازال كما هو: ستراتيجية جديدة، أسوة بدول العالم الأخرى حتى المتخلف منها كرويا، فالدوري يبدأ في موعد محدد وينتهي في توقيت معلوم، مع الزعم بأن عدد الأندية لن يكون عبئا، حتى أن الاتحاد ومنذ أمد بعيد كان يعد بتقليص عدد الأندية من أجل إصلاح المستوى المتدهور، الذي تدنى إليه الدوري بعد أن أصبحت المسابقة مجالا للمحاباة والمصالح الشخصية، التي أباحت لعوامل الهبوط أن تتسلل إلى ملاعبنا!
واليوم ونحن نعيش الخطوة التنظيمية الأولى على الورق لعجلة الدوري، مازلنا نعيش تحت هاجس مقلق هو مصير الدوري برمته، بينما تحيط بنا الاستحقاقات الخارجية وأهمها استكمال التصفيات المؤهلة إلى نهائيات المونديال وكأس آسيا، ومن تصدى للمسؤولية في الهيئة التطبيعية أو سيتصدى لها في الاتحاد المنتخب المقبل، مطالب بأن يطرح لنا نموذجا مختلفا في الإدارة الكروية الموسمية التي نشعر معها بأن اختلافا قد حصل، وأننا في الطريق إلى استقرار كروي داخلي سيلقي بظلاله الإيجابية على صورتنا الخارجية.
كانت مواسمنا الكثيرة الماضية مجالا للقص واللصق والاختبارات والتقاطعات والترضيات، ولن يكون صحيحا أن يتغير الاتحاد ثم تمرّ الشهور لنكتشف أننا نمارس النهج نفسه، من دون تحديد المسابقات والارتباطات بمواعيدها!
ومؤكدا أن التحسّب لكل مفردة ومسابقة ومشاركة سيحول دون فوضى التنظيم وسيمكننا من إنهاء الدوري قبل حلول الصيف القائظ من السنة المقبلة، وكل موسم وأنتم بخير!