واشنطن / وكالات
في تصريح يعكس مدى خطورة الأوضاع بين واشنطن وبكين، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، أن بلاده تجهز قواتها عبر آسيا لمواجهة محتملة مع الصين، ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن إسبر قوله في كلمة وجهها أمس الأربعاء عبر الفيديو من البنتاغون إلى المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية ومقره لندن: إن «الولايات المتحدة تقوم بتجهيز قواتها في جميع أرجاء آسيا وتعيد تمركزها استعدادا لمواجهة محتملة مع الصين».
الصحيفة قدمت تصريحات وزير الدفاع الأميركي مشيرة إلى أنها «تلخص المكون العسكري لموقف إدارة ترامب المتشدد تجاه بكين»، لافتة إلى أن إسبر شدد على أن بلاده «ستواصل إرسال سفن حربية إلى المنطقة لمواجهة سياسات الصين التوسعية، وبيع الأسلحة إلى تايوان، التي تطالب بكين بالسيادة عليها».
وكان وزير الدفاع الأميركي قد أكد خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت أن الولايات المتحدة «ستستمر في التواجد في بحر الصين الجنوبي، وإرسال حاملات طائرات إلى هناك لإجراء تدريبات، ولا يمكن لأحد أن يوقف ذلك».
وشدد إسبر على «قضية» حرية الملاحة في مياه المنطقة، مشيرا إلى أن بلاده تريد «مواجهة السلوك القهري للصينيين في بحر الصين الجنوبي، وهذا مستمر منذ سنوات عديدة، نريد تأمين ملاحة حرة هناك، تعلمون أن 80 بالمئة من التجارة العالمية تمر عبر منطقة المحيط الهادئ والهندي، وخاصة عبر بحر الصين الجنوبي، ولذلك نحن نريد التأكد من أن هناك ملاحة حرة ومفتوحة ومؤمنة، وإلا فان التجارة الدولية ستتأثر بشدة. ودعا وزير الدفاع الأميركي أيضا إلى ضرورة أن يدافع شركاء بلاده في جنوب آسيا عن مياههم الإقليمية، وأن «تحترم الصين سيادة دول المنطقة»، وتحدى إسبر الصين بقوله: أنه «بالنسبة لحاملات الطائرات الأميركية، فقد جرى إرسالها إلى بحر الصين الجنوبي منذ الحرب العالمية الثانية، وسنستمر في التواجد ولن يوقفنا أحد، سنستمر في إجراء التدريبات هناك».
في غضون ذلك، أعلنت الصين، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة أمرتها بإغلاق قنصليتها في مدينة هيوستن في ولاية تكساس، في قرار وصفته بكين بأنه «استفزاز سياسي»، في حين تبحث الصين الرد بالمثل بإغلاق قنصلية الولايات المتحدة في مدينة ووهان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وين بين للصحفيين: «إن ما يقوم به الجانب الأميركي استفزاز سياسي، ويقوم به بشكل أحادي، وينتهك بشكل خطير القانون الدولي».
وأضاف أن «الصين تدين بشدة هذا العمل الفاضح وغير المبرر»، مهددا واشنطن بـ»الرد»، ولم يوضح وانغ سبب قرار الإدارة الأميركية إغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن.
من جانبها، أعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن القنصلية الصينية في هيوستن أغلقت «لحماية الملكية الثقافية الأميركية ومعلومات الأميركيين الخاصة».
وأكدت المتحدثة مورغان أورتاغوس على هامش زيارة وزير الخارجية مايك بومبيو إلى كوبنهاغن: «تنص اتفاقية فيينا أن على دبلوماسيي الدول احترام قوانين ونظم البلد المضيف، ومن واجبهم عدم التدخل في الشؤون الداخلية لذلك البلد»، من دون أن تضيف مزيدا من التفاصيل.
وبحسب عدة وسائل إعلام في هيوستن، فقد تم استدعاء رجال الإطفاء والشرطة للحضور مساء الثلاثاء إلى القنصلية، على إثر تقارير تفيد بأنه يجري إحراق وثائق في باحة المبنى، وأعلنت شرطة هيوستن في تغريدة على «تويتر» أنه تمت مشاهدة دخان متصاعد، لكن قوات الأمن «لم يسمح لها بدخول» حرم القنصلية.
وللصين 5 قنصليات في الولايات المتحدة، وقد فتحت قنصلية هيوستن في ولاية تكساس في 1979، وتضم لوائحها 900 ألف صيني.
ويأتي هذا القرار على خلفية توتر بين البلدين على عدة مستويات، من بينها قانون الأمن القومي المثير للجدل في هونغ كونغ، واتهامات بالتجسس، ووضع حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ شمال غربي البلاد.
وتبادلت الولايات المتحدة والصين اتهامات مباشرة بشأن المسؤولية عن تفشي فيروس كورونا الذي اكتشف لأول مرة في مدينة ووهان الصينية، مما فاقم من توتر العلاقات بين واشنطن وبكين. وفي وقت سابق من أمس الأول الثلاثاء، اتهمت وزارة العدل الأميركية صينيين اثنين باختراق إلكتروني عبر الإنترنت لمتعاقدين في مجال الدفاع وباحثين في مكافحة مرض كوفيد-19 وشركات أخرى حول العالم.
وقالت السلطات الأميركية إن الصينيين لي شياو يو، ودونغ جيا تشي، شاركا في حملة للتجسس عبر الإنترنت على مدى عدة سنوات لسرقة تصميمات أسلحة ومعلومات عن أدوية وشفرة المصدر لبرمجيات إلكترونية ومعلومات أخرى.