احتراف أم احتراق !!!

الرياضة 2020/07/25
...

طه كمر
 

عندما نتحدث عن الاحتراف الذي يخصّ لاعبي كرة القدم تحديدا تقفز الى الذاكرة بعض أسماء نجوم العالم ممن منحوه قيمة معنوية ومادية وحضارية، وجعلوا القاصي والداني يعي جيدا ماهية هذه المفردة وجوهرها، لكن للأسف عندما يكون الحديث عنها في العراق لا سيما كرتنا، نجد أنّ هذا المصطلح قد فرغ تمام
ا من محتواه وأهميته، نتيجة جهل القيمة الحقيقية له والتعامل معه كأنه شيء لابد من إجرائه من دون معرفة مردوده إن كان سلبيا أو ايجابيا.
لو استطلعنا بعض أسماء لاعبينا الذين احترفوا في الخارج نرى ان أغلب هذه العقود لا تتلاءم مع مستوى الطموح، لا سيما ان السواد الاعظم منهم هم نجوم منتخباتنا الوطنية، ففي العهد السابق لم نجد احترافا مميزا سوى احتراف النجم عباس عبيد مع نادي بوهانغ ستيلرز الكوري لخمسة مواسم وهذا ما يعني انه نجح مع الفريق الذي تمسك بخدماته طيلة تلك المواسم.
في وقتنا الحالي نرى الاحتراف منقوصا وان كان مع أندية ايطالية أو تركية، وخير دليل تجربة مهند علي (ميمي) مع بورتيمونينسي البرتغالي الذي لم نشاهده سوى دقائق معدودة في بضع مباريات فقيرة قد لا يكون هو الهدف المطلوب ولا يرتقي لما نطمح اليه، ولا سيما ان وجهة ميمي الحقيقية كانت الى نادي الدحيل القطري الذي ما لبث ان أعاره الى النادي البرتغالي ليبقى أسير دكة البدلاء.
اما صفقة اللاعب صفاء هادي الذي احترف مع نادي كريليا سوفيتوف الروسي، فقد رأى الجميع انها ستنعكس على اللاعب مردودا فنيا عاليا، لكن لو تأملنا جيدا هذه التجربة وكيف حصلت؟
نجد ان ناديه الشرطة لم يعلم بها وسافر من دون ان يخبر النادي الذي طالبه ببقية مستحقات عقده معه التي بلغت نحو 220 مليون دينار عراقي لكنه امتنع عن التسديد، وتم تخفيض المبلغ الى 175 مليونا، في الوقت نفسه يشرع اللاعب بتدريباته مع الفريق الروسي بمعسكره في إسبانيا من دون أي تسوية ومخالصة لموضوعه مع نادي الشرطة!.
من وجهة نظر شخصية أرى ان احتراف اللاعب العراقي وُلد مشوها، ويمكن أن نسميه احتراقا وليس احترافا، بسبب كثرة وكلاء اللاعبين الذين امتهنوا هذه الصنعة من دون أي مقدمات ولا يمتلكون الخلفية الثقافية التي تمكنهم من ولوج هذا المعترك، بعض الصحفيين والاعلاميين ترك مهنته الحقيقية وصار (ايجنت)، ليكون الاحتراف مترهلا للعديد من لاعبينا الذين كنا نتوسم فيهم مستقبلا زاهرا لكن تفكيرهم انحصر بقيمة العقد المالية على حساب المستقبل، فضلا عن حدوث المشكلات ما بين النادي القديم واللاعب.