خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ

ثقافة 2020/07/25
...

يوسف محسن 
 
الدين والسياسة.. الفصل والاتصال
عن مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة – القاهرة،  صدر كتاب (إشكالية الفصل بين الدين والسياسة) من تأليف: إيفان سترينسكي،  ترجمة: عبد الرحمن مجدي، في هذا الكتاب المثير للفكر، يقدم سترينسكي تحليلا للمفاهيم والتأثيرات المحورية للدين والسياسة والسلطة، كما يقدم إطارا نظريا جديدا نرى من خلاله ما تعنيه هذه المفاهيم والتأثيرات في المجتمع المعاصر.
 يطرح المؤلف رؤيةً نقديةً للنظرة الدينية والسياسية لمفكرين مثل طلال أسد وميشيل فوكو، ويتجاوز النظريةَ إلى تطبيق إطاره الفكري على عدد من قضايا الواقع ليقدم لنا رؤى كاشفة. يمتاز الكتاب بالعمق والتشويق، ويقدم إسهاما مهما، ومبتكرا إلى حد كبير، ليساعدنا على استيعاب تلك المفاهيم، كما يحاول تغيير نظرتنا التقليدية للسياسة والدين، فهو يرى أن الدين والسلطة والسياسة أفكار ونظم محملة بقدر كبير من المعاني المتراكمة على مدار التاريخ، وغالبا ما توضع لها تعريفات في إطار هذه السياقات التاريخية والاجتماعية. إیڤان سترينسكي أستاذ الدراسات الدينية المتميز بمؤسسة هولشتاين بجامعة كاليفورنيا في ريفرسايد. ألّف كتبا عدة من بينها: (الجدل حول التضحية: الدين والقومية والفكر الاجتماعي)، و (اللاهوت ونظرية التضحية الأولى)، و (دوركايم الجديد: مقالات في الفلسفة والهوية الدينية وسياسة المعرفة)، و (نظرة في الدين: مقدمة تاريخية لنظريات الدين)، هدف الكتاب هو التنقيب من أجل الوصول إلى فهم أفضل للدين والسياسة.  إن تلك العملية الشاملة لغربلة مسمياتنا كما يقول المؤلف: هي ما أسميه (الاستقصاء) استقصاء مفهوم (السلطة) كما نجري استقصاء مفهوم (السياسة) وبمجرد استقصاء تلك المفاهيم، لن أترك الأمر يقف عند هذا الحد، فالمفاهيم هي أشياء تستخدم للتعامل مع العالم من حولنا، وليست مسائل مجردة للتأمل النقدي وحسب. ربما يصلح التلاعب بالألفاظ في الهزل، لكنه لا ينفع في الجد. إن من بين أسباب تأليفي هذا الكتاب هو أنني أشعر بوجود قضايا عدة تقع علينا مسؤولية التعامل معها بصفتنا مفكرين منحوا ذلك الامتياز. وبينما هو ضروري أن ننظر في مسمياتنا وأن نستقصي الدين والسلطة والسياسة.
 
الصفويون: تشيّع وتصوّف وغلوّ
عن سلسلة (ترجمان) في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات صدر حديثا كتاب (أصول الصفويين: تشيّعٌ وتصوّفٌ وغلوّ) ترجمة ثائر ديب لكتاب ميشيل مزّاوي في هذا الكتاب، يتحرّى المؤلف التاريخ الاجتماعي والسياسي والديني لأواخر القرون الوسطى، بين العهدين المغولي والصفوي، في إيران والعراق والأناضول، وهي فترة شديدة الاضطراب في بقعة تداخلت فيها أقوام عدة، وتداولتها دول وإمبراطوريات. مؤرخ أميركي من أصل فلسطيني، نال شهادة الدكتوراه من قسم اللغات والآداب الشرقية في جامعة برينستون. له مساهمات أخرى في كتب ودوريات، منها "الشاه طهماسب" و"يوميات مارينو سانوتو"، و"التاريخ الفكري الإسلامي خلال القرن الثامن عشر". حرر كتاب "إيران الصفوية وجيرانها".
يتألف الكتاب  من خمسة فصول. في الفصل الأول، نظرة عامة، يقول مزاوي إن للشيعة تاريخا طويلا من النجاح والإخفاق، ويؤكد المؤلف أن القصد من هذا الكتاب استقصاء التشيّع في القرنين ونصف القرن بين سقوط ما يُدعى بالحشاشين وانتصار التشيّع في ظلّ الصفويين في إيران، أي يغطي الحقبة بين صعود المغول في قلب البلاد الإسلامية وصعود الصفويين في إيران. يقول المؤلف في الفصل الثاني، يقدم خلفية تاريخية، للدول والسلالات الحاكمة المختلفة التي يكاد لا يحصرها العدّ في ما نشأ في المنطقة (أي إيران والعراق والأناضول). التشيّع في ظلّ المغول، يراجع المؤلف في الفصل الثالث، التشيّع في ظلّ المغول، بعض أعمال أربعة من العلماء ذوي الصّفة التمثيلية تتماشى حيواتهم مع السيطرة المغولية الإيلخانية في العالم الإسلامي، يرى مزّاوي في الفصل الرابع، الطريقة الصوفية في أردبيل، إن مسألة الصوفية في العهد المغولي لم تُدْرَس بَعْدُ تلك الدراسة الكاملة الوافية، ومعرفة العامة بالإسلام الشعبي في هذه الفترة وبعدها هي معرفة ضئيلة. الفصل الخامس، خلاصات عامة.
 
الجواري والغلمان في الثقافة الإسلاميّة: مقاربة جندريَّة
صدر ضمن منشورات مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" كتاب (الجواري والغلمان في الثقافة الإسلامية - مقاربة جندرية) للباحثة التونسيّة وفاء الدريسي. الكتاب يناقش إشكالية مساهمة الجواري والغلمان في الثقافة الإسلامية استناداً إلى مصطلح (الجندرية) كمقولة ثقافية تاريخية تقوم على التمييز بين الجنس، بوصفه معطى بيولوجيا، وبين الجندر وهو (البناء الثقافي والاجتماعي للجنس)، وكانت للدراسات الجندرية صلة بـ (تاريخ النساء) الذي نشأ، بوصفه ردة فعل على التاريخ العام الذي كاد يكون مقصورا على الرجال، وقسمت الباحثة دراستها بحسب مجالات حضور الجواري والغلمان إلى أربعة أبواب، فكان الباب الأول تحت عنوان: (تنشئة الجارية والغلام) بحثت فيه تنشئة الجواري والغلمان من السوق إلى السيد، فدرست إعداد الجواري والغلمان للقيام بمهامهم منذ لحظة أسرهم إلى حين انتقالهم إلى بيت سيدهم، ثم مساهمة الثقافة والمجتمع في صنع الاختلافات بين المماليك بدءا من التسمية فالدين واللغة وصولا إلى الهيئة فالتنشئة. في الباب الثاني (مكانة ومساهمة الجارية والغلام في الحياة الاجتماعية) رصدت فيه الباحثة عالمي الجواري والغلمان، ودور الجندر والعرق والطبقة في تقسيم المهام بين العبيد، ووظفت الباحثة في الباب الثالث (مساهمة الجارية والغلام في الحياة الثقافية) فأبرزت اختلاف الثقافات التي يتلقّاها الجواري والغلمان المنتمون إلى طبقات اجتماعية متباينة باختلاف الزمان، وكان هدفها من وراء ذلك رصد تطور ظاهرة تثقيف الجواري والغلمان، كما قامت بتتبّع الآثار التي خلفتها هذه الفئة من شعر ونثر وعلم وعادات باختلاف المكان والزمان أساساً. وناقشت الباحثة مسألتين أساسيتين هما: ثقافة الجواري والغلمان وأثر الجواري والغلمان في الحياة الثقافية، وتعرضت لدراسة مختلف (العلوم) التي يتلقاها هذا الصنف من الجواري والغلمان.
 
البهائيون في العراق: فضاءات هامشيَّة ويوتوبيا عالميَّة
عن المركز الأكاديمي للأبحاث ضمن سلسلة سوسيولوجيا صدر كتاب (البهائيون في العراق: فضاءات هامشية ويوتوبيا عالمية) تأليف الدكتور الدكتور محمد السراجي، يتناول الكتاب واحدة من أكثر الجماعات إبهاما وإثارة للجدل في العراق، نظرا لما أحيط بها من صور موشورية متباينة، فهم يشكلون لغزا محيرا لدى البعض وجماعة مجهولة لدى البعض الآخر، وفي مقابل ذلك أطرهم آخرون بصور نمطية سلبية ملؤها الشك والريبة والتخوين، الأمر الذي دفع بهم لتلبس حالة القلق الوجودي، والعيش في كواليس مسرح الحياة، وباتوا يمثلون أنموذجا للجماعة الهامشية التي تعيش في الظل، وتقف عند أسفل درجات سلم المشاركة، والنتيجة أنهم صاروا جماعة غامضة لا يعرف عن أسلوب حياة أفرادها الشيء الكثير وكيفية ممارسة طقوسهم، وطبيعة تفاعلاتهم البينية، وتعاطيهم مع محيطهم الاجتماعي، فضلا عن رؤيتهم لواقعهم وغيرها من تداعيات الانتماء والهوية. ومن هنا تبرز أهمية هذا الكتاب بوصفه محاولة منهجية منظمة تستهدف التعريف بالبهائيين وتسليط الضوء على واقعهم، من خلال تتبع جذورهم التاريخية والعقائدية، والتعريف بأفكارهم، وخصائصهم الثقافية، وسبر أغوار وعيهم المعرفي وما يترتب عنه اجتماعيا، للوصول لفهم معمق لتداعيات ومسببات واقعهم المُعاش. البهائية مجموعة دينية صغرى تنتشر في معظم مناطق العراق. وقد تأسست هذه الديانة في القرن التاسع عشر على يد بهاء الله (1817-1892) يقوم الايمان الاعتقادي بثلاثة أنواع من الوحدة ترتبط ببعضها ارتباطاً وثيقاً وهي وحدة الخالق، وحدة الجنس البشري، وحدة الديانات في أصلها وأهدافها. فهم يرون أن الديانات بصورة عامة على أنها دين واحد. وللبهائيين معتقدات خاصة في الصلاة والصوم والزواج، ففي الصلاة لديهم ثلاثة أنواع يومية وعلى الفرد اختيار احدهما.
 
الشمس: ثنائيَّة الإبصار والعمى
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر صدر كتاب (عين الشمس: ثنائية الإبصار والعمى من هوميروس إلى بورخيس) المؤلف د.عبدالله ابراهيم، الكتاب يتناول ثقافة العميان منذ الشاعر اليوناني هوميروس في مطلع الألف الأول قبل الميلاد، وصولا إلى الكاتب الأرجنتيني بورخيس في نهاية القرن الماضي، مرورا بأهم الكتّاب العميان في التاريخ، مثل: أبي العلاء المعرّي، وابن سيده، والعكبري، وزين الدين الآمدي، والرازي، وصولا إلى طه حسين، ويتكون الكتاب، من ثمانية فصول، الفصل الأول الذي يحمل عنوان (المُنشد الضرير)، ويحمل الفصل الثاني عنوان (أعمى غير مرغوب فيه)، أما الفصل الثالث (الأسطورة العمياء) فيتكون من: الأسطورة العمياء، والتاريخ المقدس، موارد الأسطورة العمياء، ما وراء ثنائية الإبصار والعمى، وازدراء العميان، وغضب المبصرين، والكمال الأعمى، والنقص المبصر، ويحمل الفصل الرابع (كفيف المشرق الذي أبصر كلَّ شيء).
 الدكتور عبد الله إبراهيم ناقد من العراق، متخصص في الدراسات الثقافية والسردية، وأصدر أكثر من 20 كتاباً، منها: موسوعة السرد العربي بـ 9 أجزاء في نحو 4000 صفحة، وهذا الكتاب هو آخر ما صدر له عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. اشتمل الكتاب على مقدمة حملت عنوان (العميان باعتبارهم جماعة تواصليّة) وكشف عن  رؤيتهم للعالم. بوصفها جماعة تتشارك في أعراف متماثلة في التواصل، والترابط، والتفاعل، واقترح النظر للعميان على أنهم جماعة تواصليَّة بحساب أنّهم فئة تمتثل لقواعد مشتركة في إنتاج الخطاب وتداوله، لأنها تمتثل للأعراف الناظمة لأفرادها في الميول الفكريَّة، والرغبات النفسيَّة، والنزعات العاطفية، والتصورات العامة عن العالم، وهي جماعة تترابط في ما بينها بطرائق التواصل الشفوي والتعبير اللفظي.