أميركا تدعو لتشكيل تحالف دولي ضد الصين

قضايا عربية ودولية 2020/07/26
...


واشنطن / وكالات
 
دعتِ الإدارة الأميركية من وصفتها بـ "الدول الديمقراطية" إلى تشكيل تحالف دولي لمواجهة الصين و"حماية الحريات من الحزب الشيوعي الصيني" التي عدّتها المهمة "الأكثر قيمة" بالنسبة للعالم، في وقت قام رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارك ميلي بزيارة إلى إسرائيل، حيث ناقش مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين، قضايا أمنية ومواجهة إيران في المنطقة.
وكشف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيوعن عزم الولايات المتحدة تشكيل تحالف جديد مع الدول الأخرى لمواجهة الصين بالقوة الاقتصادية والعسكرية المشتركة، وقال في كلمة ألقاها في مكتبة الرئيس ريتشارد نيكسون: إن "ضمان حرياتنا من الحزب الشيوعي الصيني هي مهمة عصرنا"، ووصف الرئيس الصيني شي جينبينغ بأنه "تابع مخلص لإيديولوجية شمولية مفلسة".
وأضاف بومبيو، "لا يمكننا مواجهة هذا التحدي وحدنا، ربما حان الوقت لمجموعة جديدة من الدول ذات التفكير المماثل، تحالف جديد للديمقراطيات".
وصرح بومبيو، ردا على سؤال حول إمكانية انضمام روسيا إلى مثل هذا التحالف: "أعتقد أن هذا أمر ممكن، وهو ناجم عن طبيعة العلاقات بين روسيا والصين، هناك قضايا يجب علينا العمل مع روسيا لحلها".
في المقابل، أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان صحفي، تعليقا على دعوة بومبيو، عن دهشتها من "نبرته المستفزة"، لافتة إلى أن تصريحاته ضمت "فظاظة أصبحت عادية بالنسبة للخطاب السياسي الخارجي للولايات المتحدة حول الجمهورية الشعبية الصينية ونظامها الاجتماعي السياسي وقيادة البلاد".
وأضافت زاخاروفا: "التوتر الذي تحدثه واشنطن في علاقاتها مع بكين لا تضر الولايات المتحدة والصين فحسب وإنما تزيد بشكل كبير من صعوبة الأوضاع الدولية بصورة عامة".
وأشارت إلى أن الخارجية الروسية تعتبر تصريحات بومبيو حول احتمال جر موسكو في الحملة الأميركية المعادية للصين "محاولة ساذجة لتعقيد الشراكة الروسية الصينية ودق الإسفين في العلاقات الودية بين روسيا والصين".
في غضون ذلك، غادرت مجموعة الدبلوماسيين الصينيين، مبنى القنصلية العامة الصينية في هيوستن بالولايات المتحدة، التي تم إغلاقها بقرار من السلطات الأميركية.
وقالت صحيفة "هيوستن كرونيكل"، إنه كان من المفترض أن يغادر موظفو البعثة الدبلوماسية المبنى الساعة الرابعة عصراً يوم الجمعة بالتوقيت المحلي، وقبل ذلك بوقت قصير، أغلقت الشرطة المنطقة المجاورة للمبنى، وبعد مرور بعض الوقت غادرت ثلاث شاحنات صغيرة مبنى القنصلية، اثنتان منها بأرقام دبلوماسية.
ووفقا للصحيفة، إنه بعد مغادرة الصينيين، دخل العديد من الأشخاص المبنى من الباب الخلفي، وكان من بينهم، مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالة "رويترز" أن بعض الأشخاص، يحتمل أن يكونوا من موظفي الحكومة الأميركية، حاولوا بالقوة فتح الباب الخلفي للقنصلية الصينية، وذكرت الوكالة أن أشخاصا يبدوا أنهم مسؤولون أميركيون وهم مزودون بأدوات إلكترونية وعتلات استخدموها في خلع الباب الخلفي للقنصلية.
وسبق أن أعلنت حكومة الولايات المتحدة أنها طالبت السلطات الصينية بإغلاق قنصليتها في هيوستن، قائلة إن هذا القرار، لذي تم تطبيقه في وقت سابق من أمس الأول الجمعة، جرى اتخاذه "لحماية الملكية الفكرية الأميركية والبيانات الشخصية للأميرييين".
وردا على هذه الخطوة أعلنت وزارة الخارجية الصينية إبلاغها السفارة الأميركية لدى بكين بضرورة إغلاق قنصليتها في مدينة تشنغدو بجنوب غرب الصين.  
وتشهد العلاقات بين الصين والولايات المتحدة توترا مستمرا، تصاعد في الأشهر الماضية على خلفية قضايا عديدة على رأسها جائحة فيروس كورونا، وموضوع هونغ كونغ، والخلافات التجارية، وقضية حقول الطاقة في بحر الصين الجنوبي، ومسألة حقوق الإنسان في الأراضي الصينية، خاصة منطقة سنجان ذاتية الحكم.
إلى ذلك، زار رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأميركية الجنرال مارك ميلي إسرائيل، حيث ناقش مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين، قضايا أمنية ومواجهة إيران في المنطقة.
وزار الجنرال الأميركي قاعدة "نقاتيم" الجوية، وأجرى لقاء عن بعد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بمشاركة رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، لبحث موضوع إيران والتحديات الأمنية في المنطقة، كما التقى ميلي وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ورئيس "الموساد" يوسي كوهين.
وقال غانتس: إن "الزيارة في هذه الفترة من تفشي الوباء العالمي هي إثبات للتعاون العميق، والعلاقات الممتازة بين أجهزة الأمن، وجيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الأميركي اللذين يشكلان حجر الأساس للأمن الإسرائيلي".
وأكد غانتس لميلي "أهمية مواصلة الضغط على إيران وتبعاتها التي تهدد الاستقرار في المنطقة والعالم، إلى جانب الحفاظ على العلاقات والتعاون مع القوى المعتدلة في المنطقة، وتعزيزها"، على حد زعمه.